Al-ʿIqd al-manzum fi dikr afadil al-Rum
العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم
Daabacaha
دار الكتاب العربي - بيروت
Noocyada
كل يوم بثمانين درهما فلما مضى عليه خمس سنين انحرف مزاجه وانكسر زجاجه وهجمت عليه الامراض فانفصل عنه وهو راض وعين له الثمانون حسب ما هو العادة والقانون وتوفي رحمه الله في اول الربيعين من شهور سنة ثلاث وسبعين وتسعمائة وكان المرحوم بحر المعارف ولجة العلوم واصلا الى التحقيق ومالكا لازمة التدقيق مشاركا في العلوم العقلية وبارعا في الفنون النقلية خصوصا في الفقه وبابه فانه من اكبر اربابه وكان رحمه الله خليقا بالمرتب العلية والمناصب السنية الا انه خانه دهره ولم يساعده عصره عوضه الله تعالى عن المراتب الدنيوية بالدرجات الاخروية وكان رحمه الله ذا خصائل رضية وشمائل مرضية متخلقا باخلاق الله قانعا باليسير من دنياه شيخا مباركا متبركا فاز كثير من تلاميذه وفاق على أقرانه وقد صدر عنه بعض الحالات الشبيهة بالكرامات منها ان وزير زمانه إبراهيم باشا امر ان يعطي مدرسته معلم غلمانه فلم يقدر قاضي العسكر على مخالفته وعصيانه لشدة باسه وقوة سلطانه فأحضر المرحوم وعرض عليه المرسوم وقال له لا بد من قبول هذا الحكم فليس لك الا الرضا بالقضاء فاضطرب المرحوم واظهر النفرة عنه وعدم الرضا فلم يجد لنفسه ناصرا ومعينا فقام عنه كئيبا حزينا وترك الاسباب وأغلق الباب وتوجه الى جناب ربه وبات فإذا المعلم في تلك الليلة مات هكذا ينجح ويظفر بالامال من اخلص التوجه الى جناب حضرة المتعال ومن توكل على الله كفاه ومن التجأ الى غير بابه صفرت كفاه وما احسن قول من قال اعذب من ماء الزلال :
وكم لله من لطف خفي
يدق خفاه عن فهم الذكي
وكم يسر اتى من بعدعسر
ففرج كربة القلب الشجي
وكم امر تساء به صباحا
وتأتيك المسرة بالعشي
اذا ضاقت بك الاحوال يوما
فثق بالواحد الفرد العلي
وقد كتب رحمه الله حشية على بعض المواضع من شرح المفتاح للشريف يرد فيها على المولى ابن كمال باشا في المواضع التي يدعي التفرد فيها وله عدة رسائل على مواضع من حاشية التجريد للشريف وله شرح لمتن المراح من علم التصريف
Bogga 373