154

Al-ʿIqd al-manzum fi dikr afadil al-Rum

العقد المنظوم في ذكر أفاضل الروم

Daabacaha

دار الكتاب العربي - بيروت

بزخارف الدنيا مكبا على الاشتغال والدرس وكان رحمه الله قوي الجنان مطلق اللسان معتمدا على اصالة رأيه مجترئا على علماء عصره وكان له اخ يسمى عبد الفتاح ملازم المولى عبد الرحمن الذي تصدر مرتين في الدولتين على ما مر ذكره في هذه الجريدة درس اولا بمدرسة القاضي محمود بعشرين ثم مدرسة الخواجه خير الدين بخمسة وعشرين كلتاهما بقسطنطينية المحمية ثم مدرسة اوروزج باشا ببلدة ديمو توقه بثلاثين ثم مدرسة عطاء بك ببلدة قسطموني باربعين ثم مدرسة السيف بانقره بخمسين ثم عزل ثم تقلدها ثانيا بشرط ان تدخل في سلك المدارس الدواخل ويكون معيده ملازما في وقته كما هو العادة في امثالها ثم نقل الى مدرسة السلطان سليمان خان بمدينة دمشق واذن له بالافتاء بهذه الديار فدام عليه حتى انتقل الى دار القرار سنة اربع وثمانين وتسعمائة رحمه الله تعالى آمين

ومن الافاضل السادة المولى رمضان المشتهر بناظر زاده

كان ابوه من زمرة القضاة الحاكمين في القصبات وقد ولد المرحوم بقصبة صوفية من بلاد الروم وقد انتقل ابوه الى رحمة ربه القدير وهو طفل صغير فرباه واحد من النظار السلطانية مثابة بنيه فنزله الناس منزلة ابيه وقد نشأ رحمه الله في طلب العلم والادب بحيث يقضي منه العجب ولا زال يخدم العلوم الشريفة حتى اصبح وله فيها قدم راسخ وعطس بانف من الفضل شامخ واشتغل على المولى عبد الباقي والمولى برويز وصار ملازما من المولى محمد المعروف بقطب الدين زاده فحفظ الكنز فبواسطته قلد اولا مدرسة احمد المفتي بخمسة وعشرين ثم مدرسة ابن ولي الدين بثلاثين ثم مدرسة يلدرم خان باربعين الكل في بروسه المحروسة ثم مدرسة قاسم باشا بخمسين ولما بنى الوزير علي باشا مدرسته المحمية نقل المرحوم اليها برغبة وافرة وعزة متكاثرة ثم نقل الى احدى المدارس الثمان ثم الى مدرسة السلطان محمد خان بقرب ايا صوفيه ثم الى احدى المدارس السليمانية كلتاهما بستين فلما ابتنى السلطان سليم خان مدرسته الكائنة بادرنه نقله اليها بتربية معلمه عطاء الله وكان أهلا لذلك وعين لدرسه معيدا وأمر بملازمة ثلاثة نفر من اصحابه تشريفا للمنصب المزبور ثم قلد قضاء الشام ثم نقل الى قضاء مصر

Bogga 486