Ciqd Husayni
العقد الحسيني - الرسالة الوسواسية
Noocyada
كل وقت فلا شك أن ذلك الغلام يحصل له بذلك تمام السرور والفخر ويبالغ في الخدمة بكل جهده ويتقنها غاية ما يمكنها ويشكر مولاه على ذلك إن كان عاقلا رشيدا ولا شك أنه إن قصر في الخدمة أو بعض شرائطها أو تضجر منها أو أخرها إلى آخر أوقاتها عد غير رشيد ولا عاقل واستحق العزل والإهانة وكذا الإنسان قبل بلوغه غير صالح لخدمة الباري عز وجل لمنقصته فإذا بلغ فقد كمل وحينئذ يكلفه مولاه ويأمره بخدمته والتشرف بمناجاته في حضرته فينبغي أن يعد ذلك من أكبر النعم وأن يبالغ في إتقان الخدمة وتعجيلها والالتفات إليها بقلبه لأن الباري مطلع عليه ويديم الشكر ويسأل الله أن لا يسلبه هذه النعمة ولا يعزله عن هذه الخدمة ليدوم له التشرف بها وليزيد الله من فضله قربا وشوقا ولا شك أنه إن لم يراع هذه النعمة ولم يشكرها أو استثقل بها أو أخرها وفعلها بتكلف وتضجر فإنه يستحق العزل وسلب النعمة
تتميم نفعه عميم
نحن نجد ملوك الدنيا وهم مثلنا عبيد عاجزون يحتجبون عن الناس أما نهارا فبالحجاب والبوابين وأما ليلا فبغلق الأبواب والحراس المتكثرين وإذا جلس للناس لا يمكن أن يدخل إليهم أكابر الناس إلا بمشقة وصبر طويل وملازمة لخدامهم وتحف يهدونها إليهم ليستأذنوا لهم وأما أدنى الناس وأوساطهم فقد لا يتيسر لهم ذلك فإذا أرسل ملك منهم عظيم الشأن إلى أحد أن احضر عندي غدا حتى أنادمك وسلني حوائجك
Bogga 43