في العبادة.
وإذا كان كذلك فوجوب غسل القلب من الصفات الدنية والإقبال على الدنيا التي يبعد عن الله تعالى غاية البعد أولى لأن القلب هو الرئيس الأعظم لهذه الأعضاء وهو موضع نظر الرب ومناجاة الباري تعالى لأنه لا ينظر إلى الصور الظاهرة فيجب غسله من تلك الأدناس ليصلح لمناجاة الرب والوقوف بين يديه ويستلذ بالمناجاة العبادة ويقع في حيز القبول لأن الباري طيب طاهر لا يقبل إلا الطيب الطاهر وأما إذا بقي على نجاسته وكدورته فإنه لا يصلح لمناجاة الحق سبحانه ولا لخدمته فيتحقق عدم القبول بل يستحق الطرد والعقاب لدخوله من غير الباب وإنما أمرنا بالتيمم بالتراب عند فقد الماء وضعا لتلك الأعضاء الشريفة وهضما لها بتطهيرها بالتراب الخسيس وكذا القلب إذا لم يمكن تطهيره من الأخلاق الرذيلة وتحليه بالأوصاف الجميلة وجب أن يقوم في مقام الذل والانكسار والاعتراف بالعجز والقصور فيطلع عليه مولاه الرحيم وهو منكسر متواضع متذلل فعسى أن يهبه نفحة من نفحات نوره وقضية جوده لأنه عند القلوب المنكسرة وهذه الإشارات والمعارف وما نورده بعد ذلك إنما أخذناه من كلام الأئمة المعصومين (عليهم السلام) لأنه قد ورد عنهم أن الطهارة عن الحدث والخبث أمر مجازي ظاهري وإنما أوجبه الباري سبحانه ليكون طريقا ودليلا على وجوب الطهارة الحقيقة وهي طهارة القلب لأنه
Bogga 37