بالقرآن والأحاديث الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) ومواعظهم البليغة فإن فيها شفاء من كل داء ليسعد بالسعادة الأبدية ولا يكون عمره وبالا عليه فيقع في الشقاوة السرمدية وبالجملة فأشجع الناس وأعقلهم من اشتغل بجهاد نفسه فغلبها ذلك هو الموفق من عند الله وأسفه الناس وأجهلهم من غلبته نفسه فوقع فيما يبعده عن الله ذلك هو المخذول بغضب الله حيث اختار لنفسه وهي أعز الأشياء عنده الخسارة الكلية السرمدية.
ياقوتة من يواقيت الأبرار لا من يواقيت الأحجار
قد أنعم الباري علينا بأنواع النعم التي لا يحصى أوجدنا من العدم ثم صورنا على أحسن صورة وأكملها وخلق لنا الأعضاء والعروق والأعصاب والقوى والحواس الظاهرة والباطنة التي تقصر اللسان والفكر عن وصفها ثم خلق لنا ما في الأرض جميعا من المساكن والملابس والمآكل والمشارب والمراكب والفواكه والملاذ على اختلاف أنواعها ثم أرسل إلينا رسلا ليدلونا عليه ويؤدبونا ويعلمونا فرائضه وأحكامه وما ينفعه في ديننا ودنيانا وشرفنا بكلام العظيم المشتمل على أنواع الحكم والمواعظ والأحكام والأمثال وأهلنا لخدمته وكلفنا بأحسن التكاليف وأسهلها لقصد نفعنا فينبغي أن نقوم بشكره بكل ما يمكننا على أحسن الوجوه وأكملها بأن يكون جميع حركاتنا وسكناتنا وجميع أفعالنا واقعة على وجه رضاه والتقرب إليه كما تقرر ليزيدنا عز وجل من نعمه وكي لا يسلبنا تلك النعم ويجعلنا من المطرودين
Bogga 35