عيد النحر. مر كأنه لم يحدث.
الأربعاء 15 مايو
حسب أوامر بونابرته قام هوية بتقسيم جميع المرضى والجرحى البالغ عددهم 23000 إلى فئات ثلاث: القادرين على السير، والقادرين على الركوب، والمحمولين فوق نقالات. وتقرر أن يتجه جميعهم إلى يافا حيث يتم نقل أبلغ المصابين إلى دمياط بالسفن.
الخميس 16 مايو
كنت مع هوية في خيمته عندما جاء الخبر بوفاة العجوز فينتور كبير المترجمين. حزن هوية كثيرا، وقال: إنها خسارة كبيرة، فقد كان يعرف العربي والتركي والطلياني والرومي. مات بأعراض الطاعون، لكن هوية سجل وفاته بالزحار حسب الأوامر. حل محله تلميذه الشاب جوبير.
قال لي الصباغ: إن جنديا مصابا بالطاعون توسل إلى زميل له أن ينهي حياته ففعل.
الجمعة 17 مايو
ترجم الصباغ رسالة موجهة من بونابرته إلى الديوان بالقاهرة. جاء بها: «نخبركم عن سفري من بر الشام إلى مصر، فإني بغاية العجلة بحضوري لطرفكم. نسافر بعد ثلاثة أيام تمضي من تاريخه، ونصل عندكم بعد خمسة عشر يوما، وجايب معي جملة محابيس بكثرة، وبيارق، ومحقت سراية الجزار وسور عكا، وبالقنبر هدمت البلد، ما أبقيت فيها حجرا على حجر، وجميع سكانها انهزموا من البلد إلى طريق البحر، والجزار مجروح، ودخل بجماعته داخل برج من ناحية البحر، وجرحه يبلغ لخطر الموت ... وإني بغاية الشوق إلى مشاهدتكم، لأني بشوف أنكم عملتم غاية جهدكم من كل قلبكم، لكن جملة فلاتية دائرون بالفتنة، لأجل ما يحركون الشر في وقت دخولي، كل هذا يزول مثل ما يزول الغيم عند شروق الشمس، وفنتور مات من تشويش. هذا الرجل صعب علينا جدا والسلام.»
السبت 18 مايو
اصطف الجنود حسب الأوامر، وتلا عليهم أحد القادة رسالة من بونابرته جاء فيها: «إنكم عبرتم الصحراء التي تفصل أفريقيا عن آسيا بسرعة تفوق سرعة أي جيش من العرب. وقضيتم على الجيش الذي كان زاحفا على مصر ... والآن .. وبعد أن هدمنا حصون غزة ويافا وحيفا وعكا سنعود إلى مصر، وأنا مضطر للعودة إليها لأن هذا هو الفصل الذي نتوقع فيه إنزال قوات معادية هناك ... إن مزيدا من الشدائد والأخطار يواجهنا ... وستجدون فيها فرصا جديدة للمجد ...»
Bog aan la aqoon