قال: ستساعدني في إعداد تقاريري. سأريك.
جلست إلى جواره فوق صندوق من الخشب وأراني أوراقه. وجدته يقوم بعمل بيانات عن أسماء القادة وسلاح كل فرقة وعدد قواتها ومدافعها. وتجلت مهمتي في مراجعة أسماء المصريين والشوام ومهنهم.
عند الظهر انضمت إلينا قوات أخرى بقيادة القائد كليبر، وحاصر الفرنساوية قلعة العريش، وهي بناء منيع مربع من الحجر تقوم الأبراج المثمنة على جانبيه، وحوله أسوار مرتفعة، وأمامه معسكر كبير من مماليك إبراهيم بك، والعرب، والترك، والمغاربة، والألبانيين الذين أرسلهم الجزار.
الأربعاء 13 فبراير
تركت حماري موثوقا إلى عمود الخيمة. ذهبت إلى خيمة الكابيتان ووجدته أمامها يصرخ في الجنود. تبينت أن جواده اختفى. واعترف الجنود أنهم أكلوه؛ فوبخهم فقالوا إن الجواد كان خبيثا. عندما عدت إلى خيمتي وجدت حماري قد اختفى هو الآخر. بحثت عنه طول اليوم بلا جدوى .
أثناء عودتي إلى الخيمة لمحت امرأة سوداء تتبادل الضحك مع جندي فرنساوي. شعرت أن هيئتها مألوفة. ولم ألبث أن تعرفت فيها على ساكتة بعينها.
أعتقد أنها عرفتني لكن لم تبد شيئا من ذلك، وأحاطت الفرنساوي بذراعها.
الجمعة 15 فبراير
شن الفرنساوية ليلة أمس هجوما مباغتا على جنود المعسكر التركي الذين لا يقاتلون عادة بين الغروب والفجر، فدخلوا المعسكر بعد منتصف الليل دون أن يلحظهم أحد حتى بلغوا قلبه، وقتلوا الرجال النيام بالسناكي.
أضاف هوية ملحقا عن القتلى والجرحى وأسباب الوفاة. ثلاثة فرنساوية مقابل 500 قتيل، و900 أسير من الأعداء. استبشعت عدد القتلى، فقال: إن المصريين والعرب متوحشون. وإن الله أرسل بونابرته لمعاقبتهم.
Bog aan la aqoon