سألت: لم يأخذوا الشيخ البكري إذن؟
قال حنا: اعتذر عن الذهاب لأنه لا يستطيع مغادرة المدينة. تعرفان لماذا؟ بسبب هيلانة.
كنا نعرف بأمر النزاع الدموي بينه وبين أغا الإنكشارية على غلام جميل من المماليك سمي بهيلانة.
قال: حكم المدير الفرنسي بوسليج بأن يحتفظ البكري بالغلام مقابل عقار قيم يتنازل عنه للأغا.
استمعنا إلى منشد يحكي قصة عنترة بن شداد بمصاحبة ربابة. ولعبت مع حنا دورا من الشطرنج، ثم لعبنا ثلاثتنا الضامة فوق قطعة قماش خيطت بها مربعات ملونة من الجوخ. وبقينا نتسامر حتى اقترب موعد السحور فتفرقنا.
عدت إلى البيت فتسحرت مع أستاذي. حدثني عن اجتماع الديوان، فقال: إن بونابرته حضره، وأعلن أنه مسافر إلى الشام ويعود بعد شهر.
سكت لحظة طويلة ثم أضاف: وأظن أنه سيعود سريعا ومهزوما؛ فلن يستطيع الانتصار على الجزار. ثم أن جيشه ليس في أحسن حال. لقد اضطر إلى رهن محاصيل الصعيد قبل حصادها ليدفع رواتب الجنود المتأخرة.
سألته عن الجزار، قال: إنه شيخ في الستين أو السبعين، ولد في البوسنة، والتحق بالبحرية التركية، ثم باع نفسه إلى تاجر رقيق في أسواق الآستانة. فحمله إلى القاهرة حيث اشتراه علي بك الكبير، وساعده في التخلص من أعدائه من المماليك، واستحق لقب الجزار لوحشيته. ثم تشاجر معه بعد سنوات ورحل إلى الشام حيث احتمى بأمير الدروز. ثم انقلب عليه وسرقه. وأخيرا ظفر من السلطان العثماني بولاية عكا.
الثلاثاء 5 فبراير
حضرت زيارة الشيخ الطوالبي لأستاذي. كان يملك مطبخا لتكرير السكر في باب زويلة ينتج العسل الأسود، والسكر الخام، والسكر المكرر في أقماع كبيرة، والملبس. وأراد أن يتعاقد مع أستاذي على زراعة قصب السكر هذا الشهر على أن يتسلمه بعد الحصاد في شهر نوفمبر القادم.
Bog aan la aqoon