استلقيت إلى جوارها واحتضنتها. أفلتت من أحضاني، وقالت: لا بد أن ننزل الآن قبل أن يأتي أحد.
سألتها عن السبب في النظرات النارية التي يرسلها جاستون نحونا، ضحكت وقالت وهي تغادر الفراش: لقد حاول مغازلتي لكني لم أستجب له فهو ثقيل الظل.
ارتديت ملابسي ووضعت عمامتي فوق رأسي. قلت لها إن الغد هو الأحد وقد صرت أكره هذا اليوم لأني لا أراها فيه.
السبت 15 ديسمبر مساء
ذهبت إلى بيت حنا ورويت له كل ما حدث، وكيف أغمي عليها. فقال: جاء ظهرها. وقال: إن المرأة لا يأتي ظهرها إلا إذا أحبت الرجل. وقال: إن الرجل الفرنسي مخنث، ونساءهم يفضلن الرجال الأقوياء من الأقوام الشرقية.
الأحد 16 ديسمبر
عكفت على مراجعة دروس اللغة في حماس، وتدفأت بشراب الحبهان والقرفة.
الإثنين 17 ديسمبر
كانت اليوم باسمة كثيرة الحركة، قدرت أنها سعيدة بما حدث بيننا، وشعرت بالزهو. حكت لي منفعلة أنها ذهبت إلى التيفولي مع زوجها، وكان بونابرته موجودا فراح يحدق فيها طول الوقت، ثم طلبها للرقص معه، وأثناء الرقص سألها عما تقرأ، ثم ذكر أنه يقرأ بحماس قصة لكاتب ألماني مجهول تدعى آلام فرتر، وهي عن شاب يقتل نفسه بالرصاص لأن الفتاة التي أحبها تزوجت أقرب أصدقائه.
تشاغلت بالعبث في الأوراق التي دونت لها فيها التعبيرات العربية الشائعة، ثم استطردت: عندما حان وقت الانصراف أشار بونابرته لزوجها أن يقترب، وقال له: أيها المواطن، فرنسا في حاجة إليك، غدا ستنطلق إلى الإسكندرية لتبحر إلى فرنسا، وتبقى في باريس عشرة أيام. سأسلمك أوراقا سرية موجهة لحكومة الإدارة وتوجيهات لن تطلع عليها إلا وأنت في عرض البحر، وستمنح مبلغا ماليا قدره ثلاثة آلاف فرنك لنفقاتك.
Bog aan la aqoon