طلب علماء الديوان من بونابرته إصدار فرمان بصرف 2700 بارة لهم شهريا بحكم العادة، ويتضمن الالتماس أسماء ثلاثة وعشرين شيخا.
3
الإثنين 15 أكتوبر
ألصق رجال الدرك مناشير بمفارق الطرق وأبواب المساجد تتضمن مقررات جديدة على الأملاك والعقارات، والوكائل والخانات والحمامات والمعاصر والسيارج والحوانيت. كما قطعوا رواتب الأوقاف الخيرية لمستحقيها من الفقراء؛ فاستعظم الناس ذلك.
الأحد 21 أكتوبر
حضر جعفر من الخارج مضطربا، وخرج إليه أستاذي وبقية الخدم والأولاد. قال إن الناس في حالة هياج، وقد حضر السيد بدر المقدسي في جماعة من حشرات الحسينية، وزعر الحارات البرانية، وهاجموا بعض المخافر الفرنساوية، وقتلوا جنودها، ثم تجمعوا بالجامع الأزهر وهم يصيحون: نصر الله دين الإسلام!
أمرني الشيخ بالخروج لاستطلاع الأحوال. ولم يغادر المنزل لانتشار مشاعر العداء ضد أعضاء الديوان.
توقفت بباب وكالة إينال بحثا عن بوابها. تطلعت في أرجاء الفناء الذي تحيط به حواصل يتم تأجيرها لتخزن بها البضائع، وفوقها وحدات السكن وغرفة مخصصة لإقامة التجار العابرين الآتين من بلاد بعيدة. كان هناك زحام من التجار والسماسرة والدلالين والصيارفة والقبانيين. ولمحت البواب النوبي فناديت عليه. كان يتحدث مع بعض التجار فلم يعبأ بي. لم يكن يأخذ في الشهر غير أربعين بارة، لكنه كان يتكسب كثيرا من التجار والسماسرة.
التفت نحوي أخيرا وتقدم مني. سألته عن الأخبار. قال إن الجنرال ديبوي حاكم القاهرة مر في الصباح بخط الصنادقية في طائفة من فرسانه، وذهب إلى بيت القاضي التركي إبراهيم أدهم أفندي، فوجد زحاما أمامه والناس تقذفه بالطوب والحجارة؛ فخاف وخرج من بين القصرين، فتبعته العامة وبادروا إليه وضربوه وقتلوه. وقتل الكثير من فرسانه.
عند ذلك الحال خرجت العامة عن الحد، فهجموا على حارة الجوانية، ونهبوا دور النصارى الشوام والأروام وما جاورهم من بيوت المسلمين. وكذلك خان الملايات عند باب حارة الروم. وفيه شتى البضائع وودائع الغائبين.
Bog aan la aqoon