الإثنين 24 مارس
جاء استدعاء إلى الخراط المجاور من عثمان كتخدا فذهبت معه إلى بيت قائد أغا بخط الخرنفش بالشارع الأعظم. ووجدته قد أحضر صناع الأسلحة والعربجية والحدادين والسباكين والنجارين لإنشاء مدافع وبنبات، وإصلاح المدافع التي وجدوها في بعض البيوت. وأحضروا لهم ما يحتاجون إليه من الأخشاب وفروع الأشجار والحديد من المساجد. وصار هذا كله يصنع ببيت القاضي والخان الذي بجانبه والرحبة التي من جهة المشهد الحسيني.
الثلاثاء 25 مارس
قضينا اليوم أنا وجعفر جائلين بمختلف الأنحاء لنأتي لأستاذي بالأخبار. ووجدنا أن بكوات المماليك والعامة قد توزعوا على الجهات المختلفة فجلس عثمان بك الأشقر عند متاريس باب اللوق، وناحية المدابغ، وعثمان بك طبل عند متاريس المحجر، ومحمد بك المبدول عند الشيخ ريحان، ومحمد كاشف أيوب عند الناصرية، ومصطفى بك الكبير بقناطر السباع، وسليمان كاشف المحمودي عند سوق السلاح، وأولاد القرافة وزعر الحسينية والعطوف عند باب النصر وباب الحديد، وجماعة خان الخليلي والجمالية عند باب البرقية، وناصف باشا، وإبراهيم بك وجماعاتهما، وعسكر من الينكجرية والأرنؤد والدلاة وغيرهم جهة الأزبكية ناحية باب الهواء، والرحبة الواسعة التي عند جامع أزبك، والعتبة الزرقاء.
وكانت المناداة في كل مكان بالعربي والتركي على الناس بالجهاد والمحافظة على المتاريس.
وفي المساء عاد خليل من بولاق قائلا إنها قامت على ساق واحدة، وتحزم الحاج مصطفى البشتيلي وأمثاله وهيجوا العامة، وهيئوا عصيهم وأسلحتهم، وذهبوا إلى وطاق الفرنسيس الذي تركوه بساحل البحر وعنده حرسية منهم، فقتلوا من أدركوه منهم، ونهبوا جميع ما فيه من خيام ومتاع وغيره، ورجعوا إلى البلد، وفتحوا مخازن الغلال والودائع التي للفرنساوية، وأخذوا ما أحبوا منها، وعملوا كرانك حوالي البلد ومتاريس، واستعدوا للحرب والجهاد، واستطالوا على من كان ساكنا ببولاق من نصارى القبط والشوام فأوقعوا بهم بعض النهب.
وأما الفرنساوية فإنهم تحصنوا بالقلاع المحيطة بالبلد وببيت الألفي، وما والاه من البيوت الخاصة بهم، وبيوت القبط المجاورين لهم.
وشاع أن الوزير ارتحل ورجع إلى الشام.
وباشر السيد أحمد المحروقي وباقي التجار ومساتير الناس الكلف والنفقات والمآكل والمشارب، وكذلك جميع أهل مصر كل إنسان سمح بنفسه وبجميع ما يملكه، وأعان بعضهم بعضا، وأتى أهل الأرياف القريبة بالميرة والاحتياجات من السمن والجبن واللبن والغلة والتبن فيبيعونه على أهل مصر، ثم يرجعون إلى بلادهم.
الأربعاء 26 مارس
Bog aan la aqoon