ومنهم من عادته في تصانيفه ك(ابن عدي) في كامله، والذهبي في ميزانه أن يذكر ما قيل في الرجل من دون فصل ما بين المقبول والمهمل، فإياك ثم إياك أن تجرح أحدا بمجرد قولهم من دون تقيد بأقوال غيرهم...إلى أن قال: وبعض الجروح لا تثبت برواية معتبرة كروايات الخطيب في جرحه وأكثر من جاء بعده عيال على روايته وهي مردودة ومجروحة. ا ه.
وهذا كلامهم في بعضهم الآخر، ألا ترى أنا لو قبلنا قولهم في جرح الشيعة كافة، ومن قال: القرآن مخلوق أو توقف فيه، أو قال بعدم خلق الأفعال لله، أو روى ما يخالف قواعدهم لضاعت السنة، وأنورت البدعة، وانطمس الإسلام وأعلامه، وانهدم الدين وأركانه.
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره .... إذا استوت عنده الأنوار والظلم
وأما ما في البيتين من الهجو وقوله:
......... (لا أبا لأبيكم)
فاختر -رحمك الله- أي آبائهم، إما محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله سيد الأولين والآخرين أو علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- سيد الوصيين
أتهجوه ولست له بكفو .... فشركما لخيركما الفداء
وفي أيهما اخترت ما يزجر اللبيب عن سبهما أو سب ذريتهما كما ذلك معروف مذكور في موضعه ولكن لا غرو، فمن أحب شيئا استحسنه وإن قبحه المعقول والمنقول.
وأما قولك:
...... (فسدوا المكان الذي سدوا)
فقل لي ما هذا الثغر الذي سدوه، وهل (جنت براقش إلا على نفسها)، آذيتم الله ورسوله بذم عترته وشيعتهم وخيار المسلمين، ثم نقلوا عن أولئك فلم يكتسبوا إلا الإثم ولله القائل:
فدع عنك نهيا صيح في حجراته .... ولكن حديثا ما حديث الرواحل
المقصود بهذه العلوم إبطال الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر المخوف، وتزييف الخروج على البغاة، وتولي أعداء التنزيل، والتقرب إلى أئمة الجور بجرح أهل الحق والتعديل، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم.
Bogga 62