الموسيقيون:
الموسيقي كالشاعر، تقرأ أخلاقه على سحنته كما تقرأ في ألحانه، فمن غلب فيه التدين كانت ألحانه دينية، ومن كان من أهل الخيال تسلطت في ألحانه الأوهام مع الخفة.
والموسيقي ذو العواطف القوية يكثر في ألحانه من أنغام الحب، وقس على ذلك اختلاف ألحان الموسيقيين باختلاف أخلاقهم.
ويشترك الموسيقيون بصفات عمومية، من جملتها كبر الأذن، والكبر دليل القوة، والأذن عضو السمع، فإذا كبرت كانت أقدر على تمييز الألحان والأنغام، وقد ذكرنا ذلك في باب فراسة الأذن.
وفاتنا أن نذكر هناك أن إسحاق بن إبراهيم الموصلي المغني الإسلامي الشهير منظم الألحان العربية في عصر العباسيين كان كبير الأذنين، وكان إذا غضب أو أعمل فكرته احمرت أذناه وكثر ولوعه بهما (راجع الأغاني ج5 صفحة 53).
ولولا اختفاء آذان هؤلاء الموسيقيين تحت شعورهم لبانت كبيرة على الغالب.
وإذا نظرت إلى هذه الرسوم نظرا عاما توسمت في عيون أصحابها نظر الشاخص في شيء كأنه مصغ إلى صوت أو لحن يسمعه.
ولو أخذت كل صورة على حدة وتأملت في فراستها وتدبرت أخلاق صاحبها وأعماله لرأيت علاقة كبرى بين الظواهر والبواطن، ولكن الملامح التي تدل على قريحة الموسيقى أو الشعر أو غيرهما من الفنون الجميلة لا تظهر في التصوير كما يظهر أنف القائد وجبهة الفيلسوف.
ويغلب في وجوه الموسيقيين الابتسام أو الاستعداد للابتسام وإن لم يكن ذلك مطردا فيهم.
شكل 11: أشهر المصورين. (1)
Bog aan la aqoon