Cilm Adab Nafs
علم أدب النفس: أوليات الفلسفة الأدبية
Noocyada
فأولا:
يمكن أن يكون سبب التغيير في المحركات الباعثة للفعل؛ كما لو كنت تطالع رواية فهاجت حادثة الرواية عاطفة الحب فيك، فاندفعت أفكارك في الخيالات الغرامية، وقد يلوح لك أن تنظم قصيدة في الموضوع؛ فتترك الرواية وتشرع في النظم، أو كما لو كنت تشتغل في شغلك ثم سمعت بتظاهرة في الشارع، فتترك شغلك وتشاهد التظاهرة، وقد تخرج لتنضم إلى المتظاهرين.
وثانيا:
يمكن أن يكون السبب قوة الحكم التي فيك؛ إذ يعرض لك ما يغير حكمك، فتعدل عن مجرى فعلك وتوجهه في مجرى آخر؛ كما لو كنت تضارب في السوق وفهمت أن المضاربة تؤدي بك إلى الخسارة والإفلاس، فتعدل عنها إلى التجارة المشروعة بلا مضاربة، أو كما لو كنت تشتغل بحرفة الخياطة ثم رأيت أنك تربح من أثمان الأقمشة ربحا يفوق عناء الخياطة، فتعدل عن الخياطة إلى تجارة الأقمشة.
ثالثا:
قد يكون السبب طارئا خارجيا يطرأ على عملك فيغير مجراه، أو يقطع السبيل عليه؛ كما لو كنت تصطاد طيورا فصادفت غزلانا، فتجنح عن صيد الطيور إلى صيد الغزلان، أو كما لو كنت مسافرا في سيارة فتعطلت السيارة فتتركها وتركب القطار.
رابعا:
قد يكون السبب تغير حالة صحية، فبينما أنت تشتغل أصبت بمرض فتجنح إلى السرير للاستشفاء، وقد يكون المرض عضالا يمنعك عن العودة إلى عملك نفسه، فتضطر أن تعمل عملا آخر، أو أن تسافر للاستشفاء.
خامسا:
العمر أو الزمان يقضي عليك بتغيير مجرى حياتك، فأنت اليوم تلميذ، وغدا مستخدم، وبعد الغد مستقل. واليوم أنت تشتغل، وغدا في عيد، والآن أنت مسرور، وبعد برهة أنت كئيب، والآن أنت وحدك، وبعد برهة بين جماعة، وهلم جرا.
Bog aan la aqoon