Cilm Adab Nafs
علم أدب النفس: أوليات الفلسفة الأدبية
Noocyada
ولا يخفى عليك أن الإنسان مرتبط حتما بالجماعة؛ فجميع تصرفاته تؤثر في الجماعة، كما أن تصرفات الجماعة تؤثر فيه، ولولا هذا الارتباط الاجتماعي لما كان لأدبيات الإنسان وأخلاقه معنى؛ فلو عاش منفردا لانتفت مسئوليته، ولا كان لحريته حد إلا الطبيعة، ولا كان لفعله قيد، ولا للخطأ والصواب والحق معنى إلا تجاه نفسه فقط؛ فلذلك ترى أن علم الاجتماع أشد ارتباطا بتصرفات الإنسان من العلمين السابقين: الحياة والعقل.
فالعائلة والجماعة والأمة تضع على المرء التزامات لا يكون مسئولا بها لو أمكنه أن يعيش منفردا، ثم إن احتكاك الأفراد الآخرين في جميع أعماله وأفعاله اليومية تثير نفسانياته العديدة، وثورتها تحركه للفعل. إذن للوسط الاجتماعي عمل عظيم في تحريك الإنسان للفعل والعمل. (2-4) العلوم الاجتماعية الأخرى
التاريخ:
للتاريخ بعض الشأن في هذا العلم؛ لأنه يمد الباحث الأدبي كما يمد الباحث الاجتماعي بأخبار الحوادث التي تقتبس كشواهد وأمثلة على الحقائق الأدبية. ويمكنك أن تستخرج من التاريخ كثيرا من المبادئ والسنن الأدبية التي تعد كقواعد يتمشى عليها.
علم الاقتصاد:
هذا العلم يرتكز في بعض مباحثه على القواعد الأدبية، وما الشئون الاقتصادية إلا أنواع من تصرفات البشر، وإذا تطوح علم الاقتصاد إلى المباحث الاشتراكية كانت قاعدته «أدبية الإنسان»، فالبحث في فائدة المال، وهل هي حق أو غير حق، وفي قوة المال، وهل هي منتجة أو غير منتجة، وفي قيمة العمل بالنسبة إلى المال، إلى غير ذلك من القضايا الاشتراكية. هذا البحث يستند على الفلسفة الأدبية.
علم السياسة:
كذلك هذا العلم الذي يعد كعلم الاقتصاد فرعا من علم الاجتماع، إذا توسع به يستند أيضا إلى الفلسفة الأدبية؛ لأن نواته العدالة بين الأمم والجماعات والأفراد. والعدالة من خصائص علم أدب النفس. وعلائق الأمم وحقوقها مستمدة من أحكام الفلسفة الأدبية.
الشرائع الأدبية والمدنية:
هذه أيضا مستمدة من أحكام الفلسفة الأدبية. ومهما تقلبت الشرائع وتطورت كان تقريرها مستندا إلى القضايا الأدبية؛ ففلسفتها إنما هي فلسفة أدبية بحتة. (2-5) فلسفة ما وراء الطبيعة
Bog aan la aqoon