مُقَدّمَة قَالَ أَبُو عِيسَى جَمِيع مَا فِي هَذَا الْكتاب من الحَدِيث فَهُوَ مَعْمُول بِهِ وَقد أخد بِهِ بعض أهل الْعلم مَا خلا حديثين حَدِيث بن عَبَّاس أَن النَّبِي ﷺ جمع بَين الظّهْر وَالْعصر بِالْمَدِينَةِ وَالْمغْرب وَالْعشَاء من غير خوف وَلَا سفر وَلَا مطر وَحَدِيث النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ إِذا شرب الْخمر فاجلدوه فَإِن عَاد فِي الرَّابِعَة فَاقْتُلُوهُ وَقد بَينا عِلّة الْحَدِيثين جَمِيعًا فِي الْكتاب قَالَ وَمَا ذكرنَا فِي هَذَا الْكتاب من اخْتِيَار الْفُقَهَاء (سَنَد أَقْوَال سُفْيَان الثَّوْريّ) فَمَا كَانَ مِنْهُ من قَول سُفْيَان الثَّوْريّ فأكثره مَا حَدثنَا بِهِ مُحَمَّد بن عُثْمَان الْكُوفِي حَدثنَا عبيد الله بن مُوسَى عَن سُفْيَان وَمِنْه مَا حَدثنِي بِهِ أَبُو الْفضل مَكْتُوم بن الْعَبَّاس التِّرْمِذِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ عَن سُفْيَان (سَنَد أَقْوَال مَالك بن أنس) وَمَا كَانَ فِيهِ من قَول مَالك بن أنس فأكثره مَا حَدثنَا بِهِ إِسْحَاق بن مُوسَى الْأنْصَارِيّ حَدثنَا معن بن عِيسَى الْقَزاز عَن مَالك بن أنس وَمَا كَانَ فِيهِ من أَبْوَاب الصَّوْم فَأخْبرنَا بِهِ أَبُو مُصعب الْمدنِي عَن مَالك بن أنس وَمِنْه مَا أخبرنَا بِهِ مُوسَى بن حزَام قَالَا حَدثنَا عبد الله بن مسلمة القعْنبِي عَن مَالك بن أنس (سَنَد أَقْوَال بن الْمُبَارك) وَمَا كَانَ فِيهِ من قَول بن الْمُبَارك فَهُوَ مَا حَدثنَا بِهِ أَحْمد بن عبد الْأَعْلَى عَن أَصْحَاب بن الْمُبَارك عَن بن الْمُبَارك وَمِنْه مَا رُوِيَ عَن بن وهب مُحَمَّد بن مُزَاحم عَن بن الْمُبَارك وَمِنْه مَا رُوِيَ عَن عَليّ بن الْحسن عَن عبد الله وَمِنْه مَا رُوِيَ عَن عَبْدَانِ عَن سُفْيَان بن عبد الْملك عَن بن الْمُبَارك ومه مَا رُوِيَ عَن حبَان بن مُوسَى عَن بن الْمُبَارك وَله رجال مُسلمُونَ سوى من ذكرنَا عَن بن الْمُبَارك

1 / 736

(سَنَد أَقْوَال الشَّافِعِي) وَمَا كَانَ فِيهِ من قَول الشَّافِعِي فأكثره مَا أخبرنَا بِهِ الْحسن بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي عَن الشَّافِعِي وَمَا كَانَ من الْوضُوء وَالصَّلَاة فحدثنا بِهِ أَبُو الْوَلِيد الْمَكِّيّ عَن الشَّافِعِي وَمِنْه مَا حَدثنَا بِهِ أَبُو إِسْمَاعِيل التِّرْمِذِيّ حَدثنَا يُوسُف بن يحيى الْقرشِي الْبُوَيْطِيّ عَن الشَّافِعِي وَذكر مِنْهُ أَشْيَاء عَن الرّبيع عَن الشَّافِعِي وَقد أجَاز لنا الرّبيع ذَلِك وَكتب بِهِ إِلَيْنَا (سَنَد أَقْوَال أَحْمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم) وَمَا كَانَ من قَول أَحْمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم فَهُوَ مَا أخبرنَا بِهِ إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن أَحْمد وَإِسْحَاق إِلَّا مَا فِي أَبْوَاب الْحَج والديات وَالْحُدُود فَإِنِّي لم أسمعهُ من إِسْحَاق بن مَنْصُور وَأَخْبرنِي بِهِ مُحَمَّد بن مُوسَى الْأَصَم عَن إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن أَحْمد وَإِسْحَاق وَبَعض كَلَام إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أخبرنَا بِهِ مُحَمَّد بن أَفْلح عَن إِسْحَاق وَقد بَينا هَذَا على وَجهه فِي الْكتاب الَّذِي فِيهِ الْمَوْقُوف

1 / 737

(مصَادر ذكر الْعِلَل فِي الْأَحَادِيث وَالرِّجَال) وَمَا كَانَ فِيهِ من ذكر الْعِلَل فِي الْأَحَادِيث وَالرِّجَال والتاريخ فَهُوَ مَا استخرجته من كتب التَّارِيخ وَأكْثر ذَلِك مَا ناظرت بِهِ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَمِنْه مَا ناظرت بِهِ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن وَأَبا زرْعَة وَأكْثر ذَلِك عَن مُحَمَّد وَأَقل شَيْء فِيهِ عَن عبد الله وَأبي زرْعَة وَلم أر أحدا بالعراق وَلَا بخراسان فِي معنى الْعِلَل والتاريخ وَمَعْرِفَة الْأَسَانِيد كثير أحد أعلم من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَ أَبُو عِيسَى وَإِنَّمَا حملنَا على مَا بَينا فِي هَذَا الْكتاب من قَول الْفُقَهَاء وَعلل الحَدِيث لأَنا سئلنا عَن هَذَا فَلم نفعله زَمَانا ثمَّ فَعَلْنَاهُ لما رجونا فِيهِ من مَنْفَعَة النَّاس لأَنا قد وجدنَا غير وَاحِد من الْأَئِمَّة تكلفوا من التصنيف مَا لم يسْبقُوا إِلَيْهِ مِنْهُم هِشَام بن حسان وَعبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج وَسَعِيد بن أبي عرُوبَة وَمَالك بن أنس وَحَمَّاد بن سَلمَة وَعبد الله بن الْمُبَارك وَيحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة ووكيع بن الْجراح وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَغَيرهم من أهل الْعلم وَالْفضل صنفوا فَجعل الله فِي ذَلِك مَنْفَعَة كَثِيرَة فترجو لَهُم بذلك الثَّوَاب الجزيل عِنْد الله لما نفع الله بِهِ الْمُسلمين فبهم الْقدْوَة فِيمَا صنفوا وَقد عَابَ بعض من لَا يفهم على أهل الحَدِيث الْكَلَام فِي الرِّجَال وَقد وجدنَا غير وَاحِد من الْأَئِمَّة من التَّابِعين قد تكلمُوا فِي الرِّجَال مِنْهُم الْحسن الْبَصْرِيّ وطاووس تكلما فِي معبد الْجُهَنِيّ وَتكلم سعيد بن جُبَير فِي طلق بن حبيب وَتكلم إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وعامر الشّعبِيّ فِي الْحَارِث الْأَعْوَر وَهَكَذَا رُوِيَ عَن أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَعبد الله بن عون وَسليمَان التَّيْمِيّ وَشعْبَة بن الْحجَّاج وسُفْيَان الثَّوْريّ وَمَالك بن أنس وَالْأَوْزَاعِيّ وَعبد الله بن الْمُبَارك وَيحيى بن سعيد الْقطَّان ووكيع بن الْجراح وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَغَيرهم من أهل الْعلم أَنهم تكلمُوا فِي الرِّجَال وضعفوا

1 / 738

(جَوَاز الحكم على الرِّجَال والأسانيد) وَإِنَّمَا حملهمْ على ذَلِك عندنَا وَالله أعلم النَّصِيحَة للْمُسلمين لَا ظن بهم أَنهم أَرَادوا الطعْن على النَّاس أَو الْغَيْبَة إِنَّمَا أَرَادوا عندنَا أَن يبينوا ضعف هَؤُلَاءِ لكَي يعرفوا لِأَن بَعضهم من الَّذين ضعفوا كَانَ صَاحب بدعو وَبَعْضهمْ كَانَ مُتَّهمًا فِي الحَدِيث وَبَعْضهمْ كَانُوا أَصْحَاب غَفلَة وَكَثْرَة خطأ فَأَرَادَ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة أَن يبينوا أَحْوَالهم شَفَقَة على الدّين وتثبيتا لِأَن الشَّهَادَة فِي الدّين أَحَق أَن يثبت فِيهَا من الشَّهَادَة فِي الْحُقُوق وَالْأَمْوَال قَالَ وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَدثنَا مُحَمَّد بن يحيى بن سعيد الْقطَّان حَدثنِي أبي قَالَ سَأَلت سُفْيَان الثَّوْريّ وَشعْبَة وَمَالك بن أنس وسُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن الرجل تكون فِيهِ تُهْمَة أَو ضعف أشكت أَو أبين قَالُوا بَين حَدثنَا مُحَمَّد بن رَافع النَّيْسَابُورِي حَدثنَا يحيى بن آدم قَالَ قيل لأبي بكر بن عَيَّاش إِن أُنَاسًا يَجْلِسُونَ وَيجْلس إِلَيْهِم النَّاس وَلَا يستأهلون قَالَ فَقَالَ أَبُو بكر بن عَيَّاش كل من جلس جلس إِلَيْهِ النَّاس وَصَاحب السّنة إِذا مَاتَ أَحْيَا الله ذكره والمبتدع لَا يذكرهُ حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن بن شَقِيق أخبرنَا النَّضر بن عبد الله الْأَصَم حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا عَن عَاصِم عَن بن سِيرِين قَالَ كَانَ فِي الزَّمن الأول لَا يسْأَلُون عَن الْإِسْنَاد فَلَمَّا وَقعت الْفِتْنَة سَأَلُوا عَن الْإِسْنَاد لكَي يَأْخُذُوا حَدِيث أهل السّنة ويدعوا حَدِيث أهل الْبدع حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ بن الْحسن قَالَ سَمِعت عَبْدَانِ يَقُول قَالَ عبد الله بن الْمُبَارك الْإِسْنَاد عِنْدِي من الدّين لَوْلَا الْإِسْنَاد لقَالَ من شَاءَ مَا شَاءَ فَإِذا قيل من حَدثَك بَقِي حَدثنَا مُحَمَّد بن عَليّ أخبرنَا حبَان بن مُوسَى قَالَ ذكر لعبد الله بن الْمُبَارك حَدِيث فَقَالَ تحْتَاج لهَذَا أر كَانَ من آجر قَالَ أَبُو عِيسَى يَعْنِي أَنه ضَعِيف إِسْنَاده حَدثنَا أَحْمد بن عَبدة حَدثنَا وهب بن زَمعَة عَن عبد الله بن الْمُبَارك أَنه ترك حَدِيث الْحسن بن عمَارَة وَالْحسن بن دِينَار وَإِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد الْأَسْلَمِيّ وَمُقَاتِل بن سُلَيْمَان وَعُثْمَان الْبري وروح بن مُسَافر وَأبي شيبَة الوَاسِطِيّ وَعَمْرو بن ثَابت وَأَيوب بن خوط وَأَيوب بن سُوَيْد ونضر بن طريف هُوَ أَبُو جُزْء وَالْحكم وحبِيب الحكم روى لَهُ حَدِيثا فِي كتاب الرفاق ثمَّ تَركه وَقَالَ حبيب لَا أَدْرِي قَالَ أَحْمد بن عَبدة وَسمعت عَبْدَانِ قَالَ كَانَ عبد الله بن الْمُبَارك قَرَأَ أَحَادِيث بكر بن خُنَيْس فَكَانَ أخيرا إِذا أَتَى عَلَيْهَا أعرض عَنْهَا وَكَانَ لَا يذكرهُ قَالَ أَحْمد حَدثنَا أَبُو وهب قَالَ سموا لعبد الله بن الْمُبَارك رجلا يتهم فِي الحَدِيث فَقَالَ لِأَن أقطع الطَّرِيق أحب إِلَيّ من أَن أحدث عَنهُ قَالَ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن مُوسَى بن حزَام قَالَ سَمِعت يزِيد بن هَارُون يَقُول لَا يحل لأحد أَن يروي عَن سُلَيْمَان بن عَمْرو النَّخعِيّ الْكُوفِي حَدثنَا مَحْمُود بن غيلَان حَدثنَا أَبُو يحيى الْحمانِي قَالَ سَمِعت أَبَا حنيفَة يَقُول مَا رَأَيْت أحدا أكذب من جَابر الْجعْفِيّ وَلَا أفضل من عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ أَبُو عِيسَى وَسمعت الْجَارُود يَقُول سَمِعت وكيعا يَقُول لَوْلَا جَابر الْجعْفِيّ لَكَانَ أهل الْكُوفَة بِغَيْر حَدِيث وَلَوْلَا حَمَّاد لَكَانَ أهل الْكُوفَة بِغَيْر فقه قَالَ أَبُو عِيسَى وَسمعت أَحْمد بن الْحسن يَقُول كُنَّا عِنْد أَحْمد بن حَنْبَل فَذكرُوا من تجب عَلَيْهِ الْجُمُعَة فَذكرُوا فِيهِ عَن بعض أهل الْعلم من التَّابِعين وَغَيرهم فَقلت فِيهِ عَن النَّبِي ﷺ حَدِيث فَقَالَ عَن النَّبِي ﷺ قلت نعم حَدثنَا أَحْمد بن الْحسن حَدثنَا حجاج بن نصير حَدثنَا الْمُبَارك بن عباد عَن عبد الله بن سعيد المَقْبُري عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة ﵁ قَالَ قَالَ رَسُول الله ﷺ الْجُمُعَة على من آواه اللَّيْل إِلَى أَهله قَالَ فَغَضب أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ اسْتغْفر رَبك اسْتغْفر رَبك مرَّتَيْنِ قَالَ أَبُو عِيسَى وَإِنَّمَا فعل هَذَا أَحْمد بن حَنْبَل لِأَنَّهُ لم يصدق هَذَا عَن النَّبِي ﷺ لضعف إِسْنَاده لِأَنَّهُ لم يعرفهُ عَن النَّبِي ﷺ وَالْحجاج بن نصير يضعف فِي الحَدِيث وَعبد الله بن سعيد المَقْبُري ضعفه يحيى بن سعيد الْقطَّان جدا فِي الحَدِيث قَالَ أَبُو عِيسَى فَكل من روى عَنهُ حَدِيث مِمَّن يتهم أَو يضعف لِغَفْلَتِه وَكَثْرَة خطئه وَلَا يعرف ذَلِك الحَدِيث إِلَّا من حَدِيثه فَلَا يحْتَج بِهِ وَقد روى غير وَاحِد من الْأَئِمَّة عَن الضُّعَفَاء وبنيوا أَحْوَالهم للنَّاس حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْمُنْذر الْبَاهِلِيّ حَدثنَا يعلى بن عبيد قَالَ لنا سُفْيَان الثَّوْريّ اتَّقوا الْكَلْبِيّ فَقيل لَهُ فَإنَّك تروي عَنهُ قَالَ أَنا أعرف صدقه من كذبه قَالَ وَأَخْبرنِي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَدثنِي يحيى بن معِين حَدثنَا عَفَّان عَن أبي عوَانَة قَالَ لما مَاتَ الْحسن الْبَصْرِيّ اشْتهيت كَلَامه فتتبعته عَن أَصْحَاب الْحسن فَأتيت بِهِ أبان بن أبي عَيَّاش فقرأه عَليّ كُله عَن الْحسن فَمَا أستحل أَن أروي عَنهُ شَيْئا قَالَ أَبُو عِيسَى قد روى عَن أبان بن أبي عَيَّاش غير وَاحِد من الْأَئِمَّة وَإِن كَانَ فِيهِ من الضعْف والغفلة مَا وَصفه أَبُو عوَانَة وَغَيره فَلَا تعْتَبر بِرِوَايَة الثِّقَات عَن النَّاس لِأَنَّهُ يروي عَن أبي سِيرِين قَالَ إِن الرجل يحدثني فَمَا أَتَّهِمهُ وَلَكِن أتهم من فَوْقه وَقد روى غير وَاحِد عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن النَّبِي ﷺ كَانَ يقنت فِي وتره قبل الرُّكُوع وروى أبان بن أبي عَيَّاش عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله بن مَسْعُود أَن النَّبِي ﷺ كَانَ يقنت فِي وتره قبل الرُّكُوع هَكَذَا روى سُفْيَان الثَّوْريّ عَن أبان بن أبي عَيَّاش وروى بَعضهم عَن أبان بن أبي عَيَّاش بِهَذَا الْإِسْنَاد نَحْو هَذَا وَزَاد فِيهِ قَالَ عبد الله بن مَسْعُود وأخبرتني أُمِّي أَنَّهَا باتت عِنْد النَّبِي ﷺ فرأت النَّبِي ﷺ قنت فِي وتره قبل الرُّكُوع قَالَ أَبُو عِيسَى وَأَبَان بن أبي عَيَّاش وَإِن كَانَ قد وصف بِالْعبَادَة والإجتهاد فَهَذِهِ حَاله فِي الحَدِيث وَالْقَوْم كَانُوا أَصْحَاب حفظ فَرب رجل وَإِن كَانَ صَالحا لَا يُقيم الشَّهَادَة وَلَا يحفظها فَكل من كَانَ مُتَّهمًا فِي الحَدِيث بِالْكَذِبِ أَو كَانَ مغفلا يخطىء الْكثير فَالَّذِي اخْتَارَهُ أَكثر أهل الحَدِيث من الْأَئِمَّة أَن لَا يشْتَغل بالرواية عَنهُ أَلا ترى أَن عبد الله بن الْمُبَارك حدث عَن قوم من أهل الْعلم فَلَمَّا تبين لَهُ أَمرهم ترك الرِّوَايَة عَنْهُم أَخْبرنِي مُوسَى بن حزَام قَالَ سَمِعت صَالح بن عبد الله يَقُول كُنَّا عِنْد أبي مقَاتل السَّمرقَنْدِي فَجعل يروي عَن عون بن أبي شَدَّاد الْأَحَادِيث الطوَال الَّذِي كَانَ يروي فِي وَصِيَّة لُقْمَان وَقتل سعيد بن جُبَير وَمَا أشبه هَذِه الْأَحَادِيث فَقَالَ لَهُ بن أخي أبي مقَاتل يَا عَم لَا تقل حَدثنَا عون فَإنَّك لم تسمع هَذِه الْأَشْيَاء قَالَ يَا بني هُوَ كَلَام حسن

1 / 739

(التَّضْعِيف من جِهَة الْحِفْظ) وَقد تكلم بعض أهل الحَدِيث فِي قوم من جلة أهل الْعلم وضعفوهم من قبل حفظهم ووثقهم آخَرُونَ من الْأَئِمَّة بجلالتهم وَصدقهمْ وَإِن كَانُوا قد وهموا فِي بعض مَا رووا قد تكلم يحيى بن سعيد الْقطَّان فِي مُحَمَّد بن عَمْرو ثمَّ روى عَنهُ حَدثنَا أَبُو بكر عبد القدوس بن مُحَمَّد الْعَطَّار الْبَصْرِيّ حَدثنَا عَليّ بن الْمَدِينِيّ قَالَ سَأَلت يحيى بن سعيد عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة قَالَ تُرِيدُ الْعَفو أَو تشدد فَقَالَ لَا بل أشدد قَالَ لَيْسَ هُوَ مِمَّن تُرِيدُ كَانَ يَقُول أشياخنا أَبُو سَلمَة وَيحيى بن عبد الرَّحْمَن بن حَاطِب قَالَ يحيى وَسَأَلت مَالك بن أنس عَن مُحَمَّد بن عَمْرو فَقَالَ فِيهِ نَحْو مَا قلت قَالَ عَليّ قَالَ يحيى وَمُحَمّد بن عَمْرو أَعلَى من سُهَيْل بن أبي صَالح وَهُوَ عِنْدِي فَوق عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة قَالَ عَليّ فَقلت ليحيى مَا رَأَيْت من عبد الرَّحْمَن بن حَرْمَلَة قَالَ لَو شِئْت أَن ألقنه لفَعَلت قلت كَانَ يلقن قَالَ نعم قَالَ عَليّ وَلم يرو يحيى عَن شريك وَلَا عَن أبي بكر بن عَيَّاش وَلَا عَن الرّبيع بن صبيح وَلَا عَن الْمُبَارك بن فضَالة قَالَ أَبُو عِيسَى وَإِن كَانَ يحيى بن سعيد الْقطَّان قد ترك الرِّوَايَة عَن هَؤُلَاءِ فَلم يتْرك الرِّوَايَة عَنْهُم أَنه اتهمهم بِالْكَذِبِ وَلكنه تَركهم لحَال حفظهم ذكر عَن يحيى بن سعيد أَنه كَانَ إِذا رأى الرجل يحدث عَن حفظه مرّة هَكَذَا وَمرَّة هَكَذَا لَا يثبت على رِوَايَة وَاحِدَة تَركه وَقد حدث عَن هَؤُلَاءِ الَّذين تَركهم يحيى بن سعيد الْقطَّان عبد الله بن الْمُبَارك ووكيع بن الْجراح وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَغَيرهم من الْأَئِمَّة قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَكَذَا تكلم بعض أهل الحَدِيث فِي سُهَيْل بن أبي صَالح وَمُحَمّد بن إِسْحَاق وَحَمَّاد بن سَلمَة وَمُحَمّد بن عجلَان وَأَشْبَاه هَؤُلَاءِ من الْأَئِمَّة إِنَّمَا تكلمُوا فيهم من قبل حفظهم فِي بعض مَا رووا وَقد حدث عَنْهُم الْأَئِمَّة حَدثنَا الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي أخبرنَا عَليّ بن الْمَدِينِيّ قَالَ قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة كُنَّا نعد سُهَيْل بن أبي صَالح ثبتا فِي الحَدِيث حَدثنَا بن أبي عمر قَالَ قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة كَانَ مُحَمَّد بن عجلَان ثِقَة مَأْمُونا فِي الحَدِيث قَالَ أَبُو عِيسَى وَإِنَّمَا تكلم يحيى بن سعيد الْقطَّان عندنَا فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن عجلَان عَن سعيد المَقْبُري أخبرنَا أَبُو بكر عَن عَليّ بن عبد الله قَالَ قَالَ يحيى بن سعيد قَالَ مُحَمَّد بن عجلَان أَحَادِيث سعيد المَقْبُري بَعْضهَا سعيد عَن أبي هُرَيْرَة وَبَعضهَا سعيد عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة فاختلطت عَليّ فصيرتها عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة فَإِنَّمَا تكلم يحيى بن سعيد عندنَا فِي بن عجلَان لهَذَا وَقد روى يحيى عَن بن عجلَان الْكثير قَالَ أَبُو عِيسَى وَهَكَذَا من تكلم فِي بن أبي ليلى إِنَّمَا تِلْكَ فِيهِ من قبل حفظه قَالَ عَليّ قَالَ يحيى بن سعيد الْقطَّان روى شُعْبَة عَن بن أبي ليلى عَن أَخِيه عِيسَى عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن أبي أَيُّوب عَن النَّبِي ﷺ فِي الْعَطاء قَالَ يحيى ثمَّ لقِيت بن أبي ليلى فحدثنا عَن أَخِيه عِيسَى عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى عَن عَليّ عَن النَّبِي ﷺ قَالَ أَبُو عِيسَى ويروى عَن بن أبي ليلى نَحْو هَذَا غير شَيْء كَانَ يرْوى شَيْئا مرّة هَكَذَا وَمرَّة هَكَذَا يَعْنِي الْإِسْنَاد وَإِنَّمَا جَاءَ هَذَا من قبل حفظه وَأكْثر من مضى من أهل الْعلم كَانُوا لَا يَكْتُبُونَ وَمن كتب مِنْهُم إِنَّمَا كَانَ يكْتب لَهُم بعد السماع وَسمعت أَحْمد بن الْحسن يَقُول سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول بن أبي ليلى لَا يحْتَج بِهِ وَكَذَلِكَ من تكلم من أهل الْعلم فِي مجَالد بن سعيد وَعبد الله بن لَهِيعَة وَغَيرهم إِنَّمَا تكلمُوا فيهم من قبل حفظهم وَكَثْرَة خطئهم وَقد روى عَنْهُم غير وَاحِد من الْأَئِمَّة فَإِذا انْفَرد أحد من هَؤُلَاءِ بِحَدِيث وَلم يُتَابع عَلَيْهِ لم يحْتَج بِهِ كَمَا قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل بن أبي ليلى لَا يحْتَج بِهِ إِنَّمَا عَنى إِذا تفرد بالشَّيْء وَأَشد مَا يكون هَذَا إِذا لم يحفظ الْإِسْنَاد فَزَاد أَو نقص أَو غير الْإِسْنَاد أَو جَاءَ بِمَا يتَغَيَّر فِيهِ الْمَعْنى

1 / 744

Usul - Qalabka Cilmi-baarista ee Qoraalada Islaamka

Usul.ai waxa uu u adeegaa in ka badan 8,000 qoraal oo Islaami ah oo ka socda corpus-ka OpenITI. Hadafkayagu waa inaan fududeyno akhrinta, raadinta, iyo cilmi-baarista qoraalada dhaqameed. Ku qor hoos si aad u hesho warbixinno bille ah oo ku saabsan shaqadayada.

© 2024 Hay'adda Usul.ai. Dhammaan xuquuqaha waa la ilaaliyay.