ابتداء غايته منه، وعلى هذا حمل قوله تعالى: " نودي من شاطئ الواد الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى " (1) فان (2) معناه ان ابتداء النداء كان من الشجرة، فذلك دليل على حدوث النداء.
وثالثها: أن تكون زائدة مثل قولهم: (ما جائني من أحد) معناه ما جائني أحد.
ورابعها: أن تبين تبيين الصفة، نحو قوله تعالى: " فاجتنبوا الرجس من الأوثان " (3) معناه فاجتنبوا (4) الرجس الذي هو الأوثان، ذكر ذلك أبو على الفارسي النحوي (5).
وقال بعضهم: ان معناها في جميع المواضع ابتداء الغاية، وأنكر ما عدا ذلك من الأقسام وأما (الباء): فتستعمل على وجهين:
أحدهما: التبعيض، وهو إذا استعملت في موضع الذي (6) يتعدى الفعل إلى المفعول به بنفسه، ولأجل هذا قلنا ان قوله تعالى: " وامسحوا برؤوسكم " (7) يقتضى المسح ببعض الرأس، لأنه لو كان المراد مسح الرأس كله لقال: (امسحوا رؤوسكم) لان الفعل يتعدى بنفسه إلى الرؤس.
والثاني: أن تكون للالصاق، وهو إذا كان الفعل لا يتعدى إلى المفعول بنفسه
Bogga 35