أما شخصية «بارولس»، فهي صورة فذة منقطعة النظير؛ فقد صوره الشاعر، رقيعا، كذابا، رعديدا، مدعيا ما ليس فيه، حتى ليستثير منا الرثاء له حين يفتضح أمره، وتنكشف خليقته، على فرط هذه المعايب التي تجتمع فيه، وتنتزع منا الضحك والسخرية منه، وحين يصفه الأمير الشيخ الماجن «لافيه» بقوله: «لا يمكن أن تكون في هذه البندقة حبة، فإن كل روحه هي ثيابه».
ولسنا ننسى شخصية «المهذار» في هذه القصة، فهو ناحية بمفردها من نواحيها الفكهة، ولا سيما حين يقول: «إن لديه جوابا يصلح لكل الأسئلة»، وحين ينطلق في نكاته البارعة، وتورياته المتقنة، ومجونه البديع.
وعند تقدير مفاتن هذه المسرحية، لا يصح أن نغفل الإشارة إلى ذلك المشهد الفاتن الذي يخلو فيه الشاب النبيل «برترام» بالفتاة «ديانا»؛ لإغرائها بالاستجابة إلى غزله، والاستماع إلى نداء شهوته. ولا نحسب ثمة مقالا في طهارة العذارى، والحرص على العرض والحفاظ، أروع ولا أبلغ من مقالها وهي تحاجه وتأبى مطاوعة رغبته. ولا نعتقد أن هناك نصيحة إلى الفتيات الحسان، والعذارى المليحات، أسدى ولا أحجى مما جرى على شفتيها، حتى ليتجاوز في جلاله كل ما كتبه الفلاسفة أو قاله الحكماء.
لقد كان شكسبير في جملة رواياته «معلم أخلاق»، فمن قرأه بغير نظر إلى هذه المزية فيه، لم ينتفع به، وفاته «المفتاح» الذي يفتح له الطريق إلى مغاليق هذه الحكمة المستترة في هزله ودعايته.
وقد لا تخلو هذه القصص الروائع من عبارات «مكشوفة» أو أفكار جافية، ولكن لا يستطيع أحد أن يعثر خلالهن على «مبادئ» خاطئة، أو نظرات تصطدم بكرائم الأخلاق ...».
شخصيات المسرحية
ملك فرنسا.
دوق فلورنسا.
برترام كونت رسيون.
لافيه:
Bog aan la aqoon