وداعا أيتها الغادة الحسناء، وصوني لأبيك الفضل وحسن الثناء. (يخرجان.)
هيلين (وحدها) :
لو كان هذا كل ما هنالك لما فكرت في أبي، وإن هذه العبرات الغزار لتزيد ذكراه جلالا، أكثر مما ذرفت من قبل من عبرات، ترى كيف كان سمته؟ وكيف كانت صورته، لست أدري فقد نسيته، ولم يعد في خيالي شيء من ملامحه، بل كل ما بقي فيه هو صورة برترام ... الويل ويلي، لا حياة لي، وبرترام بعيد عني، إن حبي إياه كحبي نجما متلألئا، إن علي أن أقنع بمشهد سنائه وخاطف ضيائه، دون المقام في أفقه والعيش في نوره الساطع، إن ما في حبي من طموح لهو سبب ما ألاقيه في هذا الحب من بلاء، فالغزالة التي تطمع أن تقترن بالليث، يقتلها حتما هذا الحب، وكان جميلا، وإن بدا أليما، أن أشهده في كل ساعة ، وأن أجلس فأنقش حاجبيه المقوسين وعينه الحديدة، كعين الصقر، وغدائره، على صفحة الفكر، ولوح القلب، ذلك القلب القدير على تصوير كل معالم محياه، ورسم كل فتنة من عذوبة حسنه، وها هو ذا الآن قد ذهب، وعن العين احتجب، فليقدس خيالي الوثني العابد، وخاطري الراكع الساجد، صوره وآثاره، أشد التقديس ... من هذا القادم؟ (يدخل بارولس.) (لنفسها)
أحد الذين سيرافقونه، إنني أحبه لأجل خاطره، وإن كنت أعرفه كذابا مشهورا بكذبه، وأحسبه مهذارا إلى حد كبير، وجبانا من كل نواحيه، وإن كانت هذه المساوئ هي جزء من كيانه، حتى لتبدو طبيعية فيه، وعلى حين يبدو التزمت في الفضيلة رياء ونفاقا، وكثيرا ما نشهد العاقل الرقيق الحال في خدمة الأحمق الظاهر الحماقة.
بارولس :
سلام لك أيتها الملكة الحسناء.
هيلين :
سلام عليك أيها الملك.
4
بارولس :
Bog aan la aqoon