Cibraad
العبرات
Daabacaha
دار الهدى الوطنية للطباعة والنشر والتوزيع
Goobta Daabacaadda
بيروت - لبنان
Gobollada
Masar
تَمَاسَكْت قَلِيلًا رَيْثَمَا قُلْت لَهَا سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اَللَّه وَلَا أُحِبّ إِلَيَّ مِنْ ذَلِكَ فَانْصَرَفَتْ لِشَأْنِهَا فَخَلَوْت بِنَفْسَيْ سَاعَة أَطْلَقَتْ فِيهَا اَلسَّبِيل لعبراتي مَا شَاءَ اَللَّه أَنْ أَطْلَقَهَا حَتَّى جَاءَ اَللَّيْل فَعَمَدَتْ إِلَى حَقِيبَتِي فَأَوْدَعْتهَا ثِيَابِي وَكُتُبِي وَقُلْت فِي نَفْسِي:
قَدْ كَانَ كُلّ مَا أَسْعَدَ بِهِ فِي هَذِهِ اَلْحَيَاة أَنْ أَعِيش بِجَانِب ذَلِكَ اَلْإِنْسَان اَلَّذِي أَحْبَبْته وَأَحْبَبْت نَفْسِي مِنْ أَجْله وَقَدْ حِيلَ بَيْنِي وَبَيْنه فَلَا آسَف عَلَى شَيْء بَعْده.
ثُمَّ اِنْسَلَلْت مِنْ اَلْمَنْزِل انسلالا مِنْ حَيْثُ لَا يُشْعِر أَحَد بِمَا كَانَ وَلَمْ أَتَزَوَّد مِنْ اِبْنَة عَمِّي قَبْل اَلرَّحِيل غَيْر نَظْرَة وَاحِدَة أَلْقَيْتهَا عَلَيْهَا مِنْ خِلَال كِلْتهَا وَهِيَ نَائِمَة فِي سَرِيرهَا فَكَانَتْ آخِر عَهْدِي بِهَا.
لِعُمْرِك مَا فَارَقَتْ بَغْدَاد عَنْ قَلَى
لَوْ أَنَا وَجْدنَا مِنْ فِرَاق لَهَا بَدَا
كَفِّي حُزْنًا أَنْ رُحْت لِمَ استطع لَهَا
وَدَاعًا وَلَمْ أُحَدِّث بِسَاكِنِهَا عَهْدًا
وَهَكَذَا فَارَقَتْ اَلْمَنْزِل اَلَّذِي سَعِدَتْ فِيهِ حِقْبَة مِنْ اَلزَّمَان فَرَاقَ آدَم جَنَتْهُ وَخَرَجَتْ مِنْهُ شَرِيدًا طَرِيدًا حَائِرًا مُلْتَاعًا قَدْ اِصْطَلَحَتْ عَلَى اَلْهُمُوم وَالْأَحْزَان فِرَاق لالقاء بَعْده وَفَقْر لَا سَادَ لخلته وَغُرْبَة لَا أَجِد عَلَيْهَا مِنْ أَحَد مِنْ اَلنَّاس مُوَاسِيًا وَلَا مُعَيَّنًا.
وَكَانَتْ مَعِي صَبَابَة مِنْ مَال قَدْ بَقِيَتْ فِي يَدِي مِنْ آثَار
1 / 14