Charles Darwin: Noloshiisa
تشارلز داروين: حياته
Noocyada
يوما ما ... أظن أن الصعوبة التي يواجهها لويل في فهم مسألة الغريزة هي نفسها الصعوبة التي يواجهها بوين، لكن يبدو لي أنها برمتها قائمة على افتراض أن الغرائز لا يمكن أن تتدرج تدرجا دقيقا بنفس درجة تدرج البنى. ذكرت في مجلدي استحالة معرفة أيهما؛ الغريزة أم البنية، يتغير أولا بتدرجات طفيفة غير ملحوظة. ربما تكون الغريزة أحيانا، وربما البنية في أحيان أخرى. فعندما تتغذى حشرة بريطانية على نبات أجنبي، تتغير الغريزة بتدرجات طفيفة جدا، وربما تتغير بنيتها لتستفيد استفادة كاملة من الغذاء الجديد. أو ربما قد تتغير البنية أولا، مثل تغير اتجاه الأنياب في أحد ضروب الأفيال الهندية، مما يجعله يهاجم النمر بطريقة مختلفة عن أنواع الأفيال الأخرى. شكرا على خطابك الذي أرسلته في اليوم الثاني من الشهر، والذي كان معظمه عن موراي. (ملحوظة: يذكر لي هارفي، من دبلن، في أحد الخطابات حجة زواج رجال طوال القامة بنساء قصيرات، باعتبارها ذات قيمة كبيرة!)
لا أفهم تماما ما قصدته بقولك «إنهم كلما أثبتوا أنك تستهين بأهمية الظروف الطبيعية، كان ذلك أفضل لك؛ لأن الجيولوجيا تهب لإنقاذك.»
ثمة مغالطة واحدة مستمرة لدى موراي وكثيرين آخرين عند التلميح إلى اختلافات طفيفة في الظروف الطبيعية أرى أنها مهمة جدا؛ ألا وهي إغفال أن الأنواع كلها، باستثناء الأنواع المحلية جدا، تمتد على مساحة كبيرة، ورغم أنها معرضة لما يسميه العالم «تنوعات» كبيرة، تظل ثابتة على حالها. وقد اكتفيت بالتلميح إلى ذلك في كتاب «أصل الأنواع» في المقارنة بين كائنات العالمين القديم والجديد. إلى اللقاء. هل ستكون موجودا في أكسفورد؟ إذا تحسنت صحة إتش، فربما سأذهب إلى هناك.
تفضل بقبول خالص مودتي
سي داروين
من تشارلز داروين إلى سي لايل
داون، [14 يونيو 1860] ... مقال لويل
45
مكتوب بأسلوب ممتع، لكن من الواضح أنه ليس عالما متخصصا في التاريخ الطبيعي. ذلك أنه يغفل إلى حد كبير أهمية تراكم الفروق الفردية وحدها، وأظنني أستطيع إثبات أن ذلك التراكم كان العامل المهم في التغيير تحت تأثير التدجين. لم أنته من قراءة مقال شافهاوزن لأنني سيئ جدا في قراءة الألمانية. طلبت نسخة لنفسي، وأود الاحتفاظ بنسختك ريثما تصل نسختي، لكني سأردها إليك فورا إن شئت. إنه يتسرع بعض التسرع في الاعتراف بصحة الادعاءات، مثلي على ما أظن. لم أر حتى الآن سوى جملة واحدة تقترب من فكرة الانتقاء الطبيعي بدرجة ضئيلة جدا.
ورد نقد قصير عني في العدد قبل الأخير من مجلة «أول ذا يير راوند»، لكنه لا يستحق استشارتك بشأنه؛ فمعظمه إعادة صياغة متقنة لكلامي. أثارت رسالتك الأخيرة اهتمامي بشدة وخففت عني كثيرا.
Bog aan la aqoon