190

Charles Darwin: Noloshiisa

تشارلز داروين: حياته

Noocyada

ومرة أخرى في المقال القصير الثالث الذي نشر في 17 فبراير: «لا يذكر المؤلف على الإطلاق أي كلمة قد تجرح أشد مشاعر حب الذات حساسية لدى أي من خصومه، ولا يفضح على الإطلاق، في أي نص أو ملحوظة، مغالطات إخوته من الباحثين وأخطاءهم ... لكنه بينما يمتنع عن التوبيخ الوقح، يسرف في اعترافه بأصغر الديون التي قد يدين بها، وسوف يسعد كتابه رجالا كثيرين.»

إنني مدين لدار نشر «سميث آند إلدر» على إعلامي بأن كاتب هذه المقالات هو السيد جي إتش لويس.]

من تشارلز داروين إلى جيه دي هوكر

داون، 23 فبراير [1868]

عزيزي هوكر

وجب علي مؤخرا أن أكتب عددا كبيرا من الخطابات يكاد يساوي عدد ما تستطيع كتابته؛ أي يتراوح من ثمانية خطابات إلى عشرة يوميا، وكانت غايتي الأساسية من ذلك هي الحصول على حقائق عن الانتقاء الجنسي؛ لذا لم تراودني أي رغبة في كتابة خطابات إليك، والآن أعتزم أن أكتب عن كتابي فقط، على النحو الذي يرضيني وليس الذي يرضيك على الإطلاق. كانت الطبعة الأولى مكونة من 1500 نسخة، والآن قد طبعت الطبعة الثانية؛ هذا إنجاز رائع. هل طالعت المقال النقدي المنشور في دورية «ذا أثنيام»، الذي يظهر ازدراء عميقا لي؟ ... من العار أن كاتبه يقول إنني اقتبست الكثير من بوشيه، دون أن أعترف بذلك؛ لأنني حرفيا لم أقتبس شيئا؛ إذ لم يكن يوجد شيء أقتبسه. يوجد في دورية «ذا جاردنرز كرونيكل» مقال نقدي ممتاز سيسهم في الترويج لبيع الكتاب، إذا كان لأي شيء أن يسهم في ذلك. ليس من الواضح لي تماما ما إذا كنت أنا المشوش بشأن مسألة «تسبب» الإنسان في القابلية للتباين، أم كاتب المقال. فإذا وضع رجل قليلا من الحديد في حمض الكبريتيك، فإنه لا يسبب إحداث الألفة الكيميائية، ومع ذلك يمكن القول إنه يصنع مركب كبريتات الحديد. لا أعرف كيف أتجنب الالتباس.

بعد ما قالته صحيفة «بول مول جازيت» ودورية «ذا جاردنرز كرونيكل»، لا أكترث إطلاقا.

أخشى أن يكون محكوما على فرضية شمولية التكوين بأن تولد ميتة؛ فبيتس يقول إنه قرأها مرتين، وليس متيقنا من أنه يفهمها. ويقول إتش سبنسر إن هذا الرأي مختلف عن رأيه إلى حد كبير (وهذا أشعرني بارتياح شديد؛ إذ كنت أخشى أن أتهم بالسرقة الأدبية، لكني عجزت تماما عن التيقن مما كان يقصده؛ لذا ارتأيت أن أسلم شيء هو أن أطرح رأيي على أنه شبه مطابق لرأيه)، وهو يقول إنه ليس متيقنا من أنه يفهمها ... ألست شخصا مسكينا؟ لكني مع ذلك تحملت هذه الآلام؛ فأنا أعتقد أنني عبرت عن فكرتي بوضوح. يقول السير إتش هولاند العجوز إنه قرأها مرتين، ويراها شديدة الصعوبة، لكنه يعتقد أنه، عاجلا أم آجلا، سيقبل بصحة «رأي ما مشابه لها».

ستظنني مغرورا جدا عندما أقول إنني «متيقن» من أن فرضية «شمولية التكوين»، إذا كانت قد ولدت الآن ميتة، فإنها، والحمد للرب على ذلك، ستولد في وقت ما في المستقبل من صلب رجل آخر، وستعمد باسم آخر.

هل صادفت من قبل أي رأي ملموس واضح بشأن ما يحدث في التوالد، سواء بالبذور أو البراعم، أو بشأن الكيفية التي يمكن بها لطابع مفقود منذ زمن طويل أن يظهر مجددا، أو بشأن كيفية تأثير العنصر الذكري على النبتة الأم أو الحيوانة الأم، مما يؤثر في نسلها المستقبلي؟ كل هذه النقاط والعديد من النقاط الأخرى بعضها يرتبط ببعض من خلال فرضية شمولية التكوين، أما بخصوص ما إذا كان هذا الربط صحيحا أم خاطئا، فتلك مسألة أخرى. أنا عنيد كما ترى، وأدافع باستماتة عن طفلي المسكين.

Bog aan la aqoon