Charles Darwin: Noloshiisa
تشارلز داروين: حياته
Noocyada
داون، 12 سبتمبر [1860]
عزيزي لايل
لم أفكر قط في أن أري أي شخص خطابك. ذكرت في خطاب إلى هوكر أن أحد خطاباتك قد أثار بالغ اهتمامي بما يحويه من اعتراضات أصلية، تستند بصفة أساسية إلى فكرة أن تأثير الانتقاء الطبيعي لم يكن كبيرا بالقدر الذي كان يحتمل توقعه ... أرى في خطابك الذي تلقيته للتو أنك حسنت حجتك المعارضة للانتقاء الطبيعي؛ وهي ستحدث تأثيرا ملحوظا بين الجمهور (لا تدع حداثتها تغريك بأن تجعلها أقوى مما ينبغي)، لكني أراها ليست مفحمة جدا «حقا»، مع أنني لا أستطيع الرد عليها، لا سيما سبب عدم بلوغ القوارض مرحلة عالية من التطور في أستراليا. لا بد أنك تفترض أنها سكنت أستراليا منذ فترة طويلة جدا، وقد يكون هذا صحيحا أو غير صحيح. لكني أشعر بأن جهلنا عميق جدا؛ فلماذا يحفظ أحد الأشكال وتبقى بنيته كما هي تقريبا أو يتقدم في تكوينه أو حتى يتراجع، أو ينقرض، إلى حد يعجزني عن إعطاء هذه الإشكالية أهمية كبيرة جدا؟ ثم إننا، كما تقول مرارا في خطابك، لا نعرف عدد العصور الجيولوجية التي ربما يكون قد استغرقها إحداث أي تقدم كبير في التكوين. تذكر القرود الموجودة في تكوينات العصر الإيوسيني الجيولوجية، لكني أعترف بأنك طرحت اعتراضا وصعوبة ممتازين، وليس بوسعي سوى إعطاء إجابات غير مقنعة ومبهمة تماما، كتلك التي وضعتها أنت، ومع ذلك، فإنك لا تولي أهمية كافية للضرورة المطلقة للتباينات التي تنشأ أولا في الاتجاه الصحيح؛ أي بداية تعود الفقمات على التغذي على الشواطئ.
أتفق تماما مع ما تقوله عن أن نوعا واحدا فقط من أنواع كثيرة يصبح معدلا. أتذكر أن هذا بهرني بشدة عند جدولة ضروب النباتات، ولدي مناقشة في مكان ما عن هذه النقطة. وهو يرد ضمنيا بالطبع في أفكاري عن التصنيف والتشعب المتمثلة في أن نوعا واحدا فقط أو اثنين من الأجناس، حتى الكبيرة منها، تتولد عنه أنواع جديدة، ويصبح العديد من أجناس كاملة منقرضا «تماما» ... رجاء فلتطالع الصفحة 341 من كتاب «أصل الأنواع». بالرغم من ذلك، لا أتذكر أنني ذكرت في كتاب «أصل الأنواع» حقيقة أن قلة قليلة فقط من الأنواع في كل جنس هي التي تتباين. لقد طرحت وجهة النظر طرحا أفضل بكثير في خطابك. فبدلا من القول، كما أقول مرارا، إن قلة قليلة من الأنواع هي التي تتباين في آن واحد، كان يجب أن أقول إن قلة قليلة من أنواع أي جنس هي التي تتباين «أصلا» لكي تصبح معدلة؛ لأن هذا هو التفسير الأساسي للتصنيف، وهو موضح في مخططي المنقوش ...
أتفق معك تماما بشأن الحقيقة الغريبة غير القابلة للتفسير التي تتجسد في حفظ خلد الماء والتريجونيا الأسترالية أو جنس اللينجولا السيلوري. دائما ما أكرر لنفسي أننا لا نعرف سبب ندرة أي نوع مفرد بعينه أو انتشاره في أشهر البلدان. لدي مجموعة ملاحظات في مكان ما عن الكائنات التي تسكن المياه العذبة، ومن الغريب أن الكثير من هذه الأشكال قديم أو وسيط، وأظن أن هذا يفسر بأن التناحر كان أقل حدة، وأن معدل تغير الكائنات كان أبطأ في المناطق المحصورة الصغيرة، مثل كل المناطق التي تشكلها المياه العذبة، مقارنة بالبحر أو اليابسة.
أرى أنك تشير في الصفحة الأخيرة إلى أن الجرابيات لم تصبح مشيميات في أستراليا، معتبرا هذه مشكلة في النظرية، لكني أرى من غير المنطقي إطلاقا أن تتوقع ذلك؛ لأننا يجب أن نعتبر أن الجرابيات والمشيميات قد انحدرت من شكل وسيط أدنى. إن الحجة القائمة على أن القوارض لم تبلغ مرحلة عالية من التطور في أستراليا (بافتراض أنها ظلت موجودة هناك فترة طويلة) أقوى بكثير. يؤسفني أن أراك تلمح إلى خلق «أنماط متتالية متمايزة، إضافة إلى عدد معين من الأنماط الأصلية متمايزة». تذكر أنك، إذا اعترفت بصحة ذلك، فستتخلى عن الحجة القائمة على علم الأجنة (الأهم عندي على الإطلاق)، والحجة القائمة على علم التشكل، أو الحجة القائمة على التنادد. لقد آذيتني وآذيت نفسك، وأعتقد أنك ستعيش إلى اليوم الذي ستأسف فيه على ذلك. سأكتفي الآن بهذا القدر من الحديث عن الأنواع.
الاقتباس اللافت الذي نسخته إي كان من تأليفك في رسالة إلي قبل سنوات عديدة! نسخته هي وأرسلته إلى السيدة سيسموندي؛ وبينما كانت عمتي تفرز خطاباتها مؤخرا، وجدت خطابات إي وأعادتها إليها ... صرت في الآونة الأخيرة عاطلا بصورة مخزية؛ إنني أراقب (نبات جنس الندية) بدلا من الكتابة، والملاحظة أمتع بكثير من الكتابة.
إليك خالص مودتي
سي داروين
من تشارلز داروين إلى سي لايل
Bog aan la aqoon