Charles Darwin: Noloshiisa
تشارلز داروين: حياته
Noocyada
أرجو منك أن تخبره أنني فكرت مليا في احتمالية نشوء كائنات مشوهة مناسبة (أي ظهور تباين كبير مفاجئ). ليس عندي أي اعتراض على هذا بالطبع، بل إنه سيقدم مساعدة كبيرة، لكني لا أشير إلى الموضوع لأنني بذلت الكثير من الجهد المضني، ولم أستطع إيجاد شيء يقنعني باحتمالية وجود مثل هذه الحالات. يبدو لي أن الحالات كلها تقريبا تتسم بدرجة هائلة من التكيف المعقد والجميل للغاية في جميع البنى إلى حد يعجزنا عن تصديق ظهورها المفاجئ. وقد ألمحت، تحت نقطة البذور البديعة ذات السنون المعقوفة إلى هذه الاحتمالية. غالبا ما تكون الأفراد الشاذة عقيمة؛ أي إنها «لا» تنقل عادة خصائصها الشاذة. وبالنظر إلى دقة التدرج في أصداف «مراحل فرعية» متعاقبة من التكوين الجيولوجي الكبير نفسه، أستطيع ذكر اعتبارات أخرى عديدة جعلتني أشك في مثل هذا الرأي. من المؤكد أن هذا يظل منطبقا، إلى حد ما، على الكائنات الداجنة، التي يحافظ فيها الإنسان على بعض التغيرات المفاجئة في البنية. لقد ذهلت من الاستشهاد بكلام السير آر موركيسون بصفته خبيرا في صلات القرابة لدى النباتات، وسرت القشعريرة في جسدي عندما سمعت أن أحدا ما يطرح تكهنات عن أن إحدى القشريات الحقيقية يمكن أن تلد سمكة حقيقية!
59
تقبل أصدق تحياتي
سي داروين
من تشارلز داروين إلى سي لايل
داون، 1 سبتمبر [1860]
عزيزي لايل
أثار خطابك المؤرخ بتاريخ يوم الثامن والعشرين، والذي تلقيته صباح اليوم، بالغ اهتمامي. لقد «أسعدني»؛ لأنه يوضح أنك فكرت مليا في الانتقاء الطبيعي مؤخرا. شد ما أدهشتني قلة الاعتراضات والمشكلات؛ فهذا جديد علي تماما في المقالات النقدية المنشورة. تحمل تعليقاتك طابعا مختلفا وجديدا تماما علي. سأقرؤها سريعا، وأعرض بعض الحجج مثلما يرد على ذهني.
طرحت احتمالية أن أرخبيل جالاباجوس كان ملتحما «على نحو متصل» بأمريكا، لمجرد الإذعان للكثيرين الذين يؤمنون بصحة مذهب فوربس، ولم أر الخطر في إقراري بهذا، فيما يتعلق ببقاء ثدييات صغيرة على قيد الحياة هناك في مثل هذه الحالة. الواقع أن حالة أرخبيل جالاباجوس، بناء على حقائق معينة عن أصداف بحر ساحلية (أي أنواع ساحلية في المحيط الهادئ وأمريكا الجنوبية) أقنعتني أكثر من جميع حالات الجزر الأخرى بأن أرخبيل جالاباجوس لم يكن ملتحما بالبر الرئيسي على نحو متصل قط، وإنما كان هذا محض إذعان خسيس، وذعرا من هوكر والبقية.
بخصوص الجزر المرجانية، أظن أن الثدييات لم تبق على قيد الحياة «طويلا جدا»، حتى لو كانت الجزر الرئيسية تسكنها ثدييات (لأن المخطط العام لمجموعات الجزر المرجانية، كما قلت في كتابي عن الشعاب المرجانية، لا يبدو كمخطط «قارة» سابقة)، وذلك بناء على المساحة الصغيرة للغاية، والظروف الشديدة الخصوصية، واحتمالية أن تكون كل الجزر المرجانية أو الغالبية العظمى منها، في أثناء الهبوط، قد تشققت وغمرت بمياه البحر مرارا إبان وجودها كجزر مرجانية.
Bog aan la aqoon