وانتهى اللقاء بين القادة الهلاليين وجموعهم بإسراع الجازية والأمير يونس بفتح الأبواب على مصراعيها وخروج الشباب بأكداس الطعام والشواء التي ارتفعت رائحتها حين آن أوان العشاء، فمدت الموائد والأسمطة المغطاة بأكوام اللحوم والثريد وأطباق الحلوى والفاكهة والمشروبات.
وتبادل الجميع على موائد الطعام الآراء والمعلومات التي عادة ما يختزن المفيد منها حتى ولو جاءت من أبسط الناس، وفقا لتعاليم الشورى الهلالية.
وطغت أمنيات الجموع والفرسان المودعة لأبي زيد والأمراء الثلاثة في مهمتهم الجديدة على الأفواه، مصحوبة بالدعاء والتوفيق وعبارات التكريم الحارة والوداع. - ترجعوا بالسلامة! - النصر! - أقصر المسالك! - تعرفوا على ما يحدث حولنا. - قرطاج للمرة الثانية! - تونس. - تسلحوا بالحكمة والصبر.
إلى أن هب عربي عجوز، وهو سائل غريب الأطوار، ممسكا بين قبضتيه الخشنتين بفخذ من ضأن الماعز مقاربا الأمير يونس رافعا صوته العميق النبرات داعيا: أعدك يا أمير يونس بحب عزيزة بنت سلطان تونس! ودوت التعليقات الساخرة والمتهكمة ... - عزيزة! - نعم، «السفيرة» عزيزة.
مأساة عزيزة وسعدى
ارتفعت أغاني البنات والصبايا متغنية بعزيزة ابنة سلطان تونس «معبد بن باديس»:
أول قوللي على عزيزة
العايقة أم حلق ودلال
يوم العرب خطبوا عزيزة
جاها «المنازع» و«العلام»
Bog aan la aqoon