عمود ركبتي قد هبط يا نكبتي
طول المدى ما أنظر الأفراح.
ورثاه أبو زيد:
يا مشبع الجوعان معزي الحزين
يا سيد المكروب يا مولى العرب.
وما إن انتهت مراسيم دفن سلطان الهلالية ابن سرحان بنحر الذبائح، حتى تعاهدوا بصيوان الأمير أبي زيد الهلالي بالثأر، فدقت طبول الحرب الانتقامية وساروا حتى دخلوا قصر دياب بتونس، وسرعان ما علموا بفرار دياب وقومه إلى بلاد الأحباش فتعقبه القيسيون، ونصب أبو زيد الهلالي سلطانا لتونس والمغارب.
أما دياب بن غانم فقد واصل فراره وزحفه هو ومن بقي معه من فلول أمراء وفرسان بني زغبة، بعدما كان السلطان حسن قد دبر مكيدة اغتيالهم خلال تلك المأدبة المسمومة التي انتهت بأسر دياب.
وعبر الطريق إلى السودان وأواسط أفريقيا حاول دياب مواصلة جمع شمل بقايا تحالف عرب الجنوب القحطانيين وتبرير فعلته الشنيعة لهم باغتيال السلطان حسن الهلالي في فراشه.
إلى أن حط دياب رحاله بقومه في الحبشة والسودان، مواصلا فتوحاته بحد السيف لتأمين منفاه الجديد، تحسبا لمطاردات العرب النجديين له أينما كان.
وما إن استقر حكم دياب للحبشة والسودان والغرب الأفريقي، حتى بدأ مراسلاته مع أبي زيد طلبا للصفح وإعادة تجميع شمل الهلالية تحت مظلة أبي زيد وحكمته، وعفا الله عما سلف، إلى أن نجح في استمالة قلب رفيق صباه أبي زيد، الذي راسله بدوره طالبا عودته.
Bog aan la aqoon