131

Caziiza iyo Yuunis

عزيزة ويونس

Noocyada

إلا أن عزيزة عادت منفعلة مكفهرة متسائلة عن مصير صديقتها سعدى وما حل بها من كوارث دياب، وكيفية إنقاذها ولو لتطبيب مرعي الجريح النازف بالقيروان.

وطمأنها أبو زيد مفضيا إليها أنه إنما جاء من أجل هذا الغرض الذي أصبح لا يذيقه النوم كلما قرأ بكائيات سعدى الذاتية وخطاباتها التي تنزف مرارة، وهي ترسف في أغلالها بسجن ذلك المتجبر دياب بن غانم.

وأطلعت عزيزة أبا زيد بدورها على كتابات سعدى لها غاضبة متسائلة، وهي تشق إزارها من أعلاه إلى أسفله ثورة وكمدا: أتلك نهاية المطاف؟! على هذا النحو تعامل الأميرة سعدى، وبعد كل تضحياتها للهلاليين وفرسانهم؟!

قاربت عزيزة أبا زيد الهلالي ناشبة أظافرها في ثيابه: جثة الزناتي عارية فوق أعلى تلال تونس، تنهشها جوارح الطير!

وتابعت محتدة: وابنته سعدى تطحن ملح دياب بن غانم وترعى نوقه، ويسومها عبيده العذاب ليل نهار؟!

صرخت عزيزة في وجه أبي زيد: أما من خلاص؟

فغمغم أبو زيد بدوره زافرا في أسى مكملا: لدى انتهاء سيول الدم العربي النازف.

وأردف أبو زيد مبلغا عزيزة في حسرة آخر الأنباء حول كيفية سير المعارك، وكيف أقدم العلام بن هضيبة على اغتيال ابنه وحدقة عينه المقرب من قلبه «صبرة»، متنهدا: القلب تحمل الكثير يا عزيزة يا ابنتي.

وودع أبو زيد عزيزة مؤمنا بنفسه كوكبة فرسان لحراستها ومرافقتها إلى الأندلس لإتمام مراسيم عرسها إلى يونس، الذي خلفه أبو زيد مكانه، مجددا وعده له بخلاص سعدى من أسر دياب مهما كلف الأمر.

إلا أن عزيزة تشددت وهي تفيض له بهواجسها عن مصير سعدى الذي أصبح غامضا مبهما. - لعلها الآن قتيلة عارية! وسعدى تنهشها جوارح الطير إلى جانب جثة والدها الزناتي! من يدري؟!

Bog aan la aqoon