124

Caziiza iyo Yuunis

عزيزة ويونس

Noocyada

بينما استجابت سعدى لرغبة الزناتي الجديد دياب بن غانم في البقاء مكرمة داخل حريمه، انتظارا لعودة حبيبها مرعي، مجللة بالأحزان لمصرع والدها الزناتي على ذلك النحو الفاجع، وحتى تتمكن سعدى من استرداد ما يمكن استرداده من ممتلكاتها الشخصية وأغراضها من براثن قاتل والدها الزناتي الجديد دياب بن غانم، وهي التي كرهت من كل قلبها مجرد سماع اسمه أو صوته المترامي إليها من قاعة عرش «الزناتة» الذي اعتلاه ذلك الجلف المتكبر.

وراحت سعدى تجاهد في كبح جماح دموعها التي كانت تخونها فتذرفها مدرارا على ما انتهى إليه حالها، بافتقاد الأب خليفة الزناتي والحبيب مرعي الغائب عن عينيها، وهي في أحرج وأشق ما مرت بها من أيام عصيبة، أي أن ترى نفسها غريبة أقرب إلى الأسيرة التي سبيت داخل جنبات وردهات هذا القصر الشاهق الأصم الذي تربت وشبت بين جنباته وتنفست هواءه.

حتى إذا ما جاءت الطوبة في المعطوبة كما يقولون وصادفها الزناتي الجديد دياب بن غانم الذي اتشح بأوشحة والدها وتاجه المتوارث منذ مهران خليفة، شاهدها تبكي وتنوح وتعدد لنفسها إلى جانب أحد عمدان القصر بلا صوت كمثل امرأة مخبولة؛ حتى توقف من فوره منبهرا مأخوذا من جمالها المأساوي والأثر الذي نفذ في أعماق قلبه كالسهام. - الأميرة سعدى؟

قاربها محاولا مساندتها أخذا بيدها باتجاه جناحه سائلا في تحرش: أما زلت تبكين الوالد؟ - أبكي غياب مرعي.

فقام يحاول سحبها مجددا باتجاه جناحه. - ادخلي يا أميرة.

توقفت سعدى وهي تبعده عنها رافضة الدخول منتصبة في مواجهته بنظرة أقرب إلى التحدي: ابعد!

هاجمها دياب أكثر مستعيدا تجبره: كيف أبعد عن كل هذا الجمال يا أميرة سعدى؟! أنت حليلتي. - أنا حليلة الأمير مرعي.

انفجر دياب ضاحكا مقهقها بأقصى قوة مواصلا محاولة استمالتها إلى أن انفلتت منه منشدة:

إن أخذتني يا أمير نواظري

فإني أعجل لروحي بشنق حبال

Bog aan la aqoon