198

Caza Falsafa

عزاء الفلسفة

Noocyada

الفصل الرابع

فكر الله يوفق بينهما

عندئذ قالت: «هذه شكوى قديمة حول العناية، وقد سبق لشيشرون

Cicero

أن هاجمها بشدة في رسالته «عن التنبؤ»

On Divination ، وأنت نفسك قد بحثتها بإسهاب كبير، ولكن لم يفسرها أحد منكم حتى الآن بالعناية والقوة الكافيتين، والسبب في هذا الغموض هو أن عمل العقل البشري لا يمكنه أن يداني فورية المعرفة الإلهية المسبقة، فإذا أمكن فهم هذه الفورية بطريقة ما لتبدد كل الغموض، وهذا على الخصوص هو ما سأحاول توضيحه إذا ما أمكنني أولا أن أتناول المسائل التي تؤرقك.

خذ حالة أولئك الذين يذهبون إلى أن المعرفة المسبقة لا تضفي ضرورة على المستقبل وأن حرية الإرادة لا تقيدها المعرفة المسبقة، أود أن أعرف لماذا تعتبر حجتهم غير مقنعة، فالمصدر الوحيد لبرهانك على قدرية المستقبل هو اعتقادك أن ما يعرف مسبقا لا يمكن إلا أن يحدث، إذن إذا كانت المعرفة المسبقة، كما اعترفت لتوك، لا تفرض أي قدرية على المستقبل فلماذا تكون الأفعال الإرادية مسيرة قسرا إلى نتيجة محددة؟

ولكن لنفترض جدلا، كيما ترى ما يترتب عليه، أن ليس ثمة معرفة مسبقة، في هذه الحالة لن تكون أفعال الإرادة مسيرة قسرا، أليس كذلك؟»

ب : «بلى.»

ف : «ودعنا نفترض من جهة ثانية أن هناك معرفة مسبقة ولكنها لا تفرض أي جبر على الأشياء، فسوف تظل حرية الإرادة نفسها، فيما أرى، قائمة بالتمام والكمال.

Bog aan la aqoon