ف : «فهل يستطيع الله أن يفعل الشر؟»
ب : «لا.»
ف : «إذن الشر لا شيء ؛ لأنه ذلك الذي لا يقدر على فعله من يقدر على كل شيء.»
4
ب : «إنك تداورينني ، أليس كذلك؟ بنسج متاهة من الحجج لا أعرف كيف أخرج منها، فمرة تدخلين من حيث تخرجين من بعد، ومرة تخرجين من حيث تدخلين، أم تراك تعقدين حلقة عجيبة من بساطة الألوهية؟ فمنذ قليل بدأت بالسعادة وقلت إنها في الله، ثم بدأت تحاجين بأن الله نفسه هو أيضا الخير الأسمى والسعادة الكاملة، ثم دفعت لنا بنفحة ما حين قلت بأن المرء لا يكون سعيدا ما لم يكن أيضا إلهيا. لقد قلت إن كنه الخير نفسه يتماهى مع جوهر الله وجوهر السعادة، ولقنتني أن الوحدة نفسها هي الخير نفسه لأن الأشياء جميعا تنزع بطبيعتها إلى الوحدة، ثم قلت بأن الله يدبر ويسير الكون بمقود الخيرية، وأن جميع الأشياء تمتثل طائعة، وأن الشر لا شيء، كل أولئك تبسطينه من دون أي عون خارجي، بل يلتحم كل برهان بالآخر ويستمد مصداقيته من سابقه.»
عندئذ أجابت: «ما كنت هازئة بك. بفضل من الله الذي دعوناه، منذ لحظة وصلنا إلى أسمى الأشياء جميعا؛ إن صورة الجوهر الإلهي تقتضي ألا يذوب في خارجه ولا يستمد شيئا مما سواه، وكما يقول بارمنيدس
«مثل كرة محكمة الاستدارة».
يدير كرة الكون ويبقى هو ثابتا، فإذا كنت أتناول حججا لا تستمد من الخارج بل من داخل حدود المسألة المطروحة فلا عجب في ذلك. لقد تعلمت على عهدة أفلاطون أن علينا أن نستعمل لغة مثيلة بموضوع الخطاب.»
5
سعيد هو الإنسان الذي أمكنه
Bog aan la aqoon