جميع الموجودات يكاد يقرب من الطبقة العالية.
قال أستاذنا أدام الله أيام إفادته : وكل كامل في مرتبة من المراتب يحوي جميع الكمالات التي دونه ، فالحق سبحانه يحوي جميع ما في الوجود ، وكذا العقل الأول يحوي جميع ما هو دونه في الوجود ، ولهذا يصدر بوساطته عقل آخر ، ونفس ، وخيال ، وحس ، وطبع ، وجرم ، ومادة ، وهي كلها مترتبة في الوجود متصلة في أعلى مراتبها العقلية إلى أدناها المادية ، وهكذا في غيره من العقول والنفوس ، وفي كل قوة مجردة أو مادية.
فما من درجة من درجات الوجود إلا وقد خرجت من القوة إلى الفعل ، متحدة بما قبلها ، أو مفصولة عنه ، فليس بين مراتب الوجود خلاء عقلي على قاعدة الإمكان الأشرف ، كما ليس بين الأجسام خلاء مقداري ، كما برهن عليه.
* وصل
كل ما لا يفتقر من هذه المراتب في تقومه إلى شيء آخر غير مبدعه القيوم ، بل هو قائم بذاته ، فوجوده لذاته ، وكل ما يفتقر في ذلك إلى شيء آخر بأن يكون وجوده قائما بشيء آخر ، فوجوده ليس إلا لغيره.
ومثل هذا الشيء لا يدخل في دار الأعيان إلا بالتركيب الاتحادي بينه وبين ذلك الغير ، بأن يكون أحدهما بمنزلة القوة والنقص بالنسبة إلى الآخر ، والآخر بمنزلة الفعل والكمال بالنسبة إليه ، فلو كان كل منهما قوة بالنسبة إلى الآخر ، وفعلية وكمالا ، لم يكن أحدهما أولى ، بأن يكون وجوده الآخر وقائما به من الآخر بعكسه.
Bogga 78