Soo Noqoshada Mawtka Madow
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Noocyada
الدول البابوية، «إرث القديس بطرس الرسول»، حيث كان البابوات لديهم نهم قوي لزيادة سلطتهم الدنيوية الزائلة في إيطاليا.
مملكة الصقليتين جنوبا، أكثر دول المدن الإيطالية تخلفا وفقرا، تتكون من منطقتين مختلفتين، هما نابولي وصقلية، اللتين خضعتا فترة طويلة لحكم الملك أراجون في إسبانيا.
أثارت العداوات بين هذه الدول الإيطالية الثرية مطامع حكام إسبانيا وفرنسا العتاة الذين تدخلوا في تناحراتهم في محاولة لإحكام قبضتهم. شن كل من ملكي فرنسا تشارلز الثامن ولويس الثاني عشر غزوات كانت ناجحة في البداية، إلا أن تحالفا بين الدول الإيطالية وإسبانيا أسفر عن طردهما، وكانت النتيجة إحكام ملوك إسبانيا قبضتهم على نابولي. في ظل هذه الخلفية من الصراع كان الإيطاليون يحاولون مكافحة هجمات الطاعون. (1) رواد الصحة العامة
بدأت الطواعين في إيطاليا بوصول الموت الأسود إلى جزيرة صقلية عام 1347. وكما رأينا، أدرك أهلها في الحال أنه مرض معد، وسرعان ما استحدثوا التدابير الأساسية للصحة العامة. قادت دول مدن شمالي إيطاليا بقية أوروبا في اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع الوباء، فأنشئوا الحجر الصحي، وبيوت الطاعون، والهيئات الصحية. وبحلول عام 1400 كانوا قد ابتكروا «تصاريح سفر» رسمية في أزمنة الطاعون. تكبد الأطباء في إيطاليا معاناة كبيرة عند القيام بالفحص الدقيق عن كثب لحالات من أجل تحديد ما إذا كان طاعون حقيقي قد تفشى؛ فقد كانوا حريصين على التمييز بين ما أطلقوا عليه طواعين «كبيرة» وطواعين «صغيرة». كانت الطواعين «الكبيرة» هي الطواعين الحقيقية، في حين أن الطواعين «الصغيرة» كانت في الغالب نوبات تفش لمرض أقل خطورة، ولم تكن السلطات الصحية تنزعج من أمرها كثيرا.
كانت إيطاليا مهددة باستمرار بسبب المصابين الذين يصلون بحرا؛ فقد كانت التجارة البحرية بكافة عالمها المعروف هي شريان حياة الحضارة الإيطالية الرفيعة. أنشئ الحجر الصحي البحري للسفن عام 1377 في مستعمرة راجوزا الخاضعة لسيطرة البندقية، وكان الغرض الأصلي منه هو منع توريد المرض إلى شمالي إيطاليا وليس عزل المرضى الفعليين. كانت مدة الحجر في البداية 30 يوما، لكن القائمين على الحجر سرعان ما أدركوا أنها مدة قصيرة للغاية؛ فقد استمر الأشخاص يسقطون من المرض ولم يتأثر زحف المرض إلا بمقدار ضئيل جدا. أما في حال عدم حدوث وفيات في المجتمع لمدة 40 يوما، فإن القاطنين الناجين كانوا يعرفون أن الخطر قد زال وأنهم في مأمن على الأقل إلى حين انتشار الوباء التالي؛ ومن ثم أصبحت مدة الأربعين يوما هي مدة الحجر الصحي الرسمية.
في جنوة عام 1652 وضع الأفراد الذين تواصلوا تواصلا مباشرا وعن كثب مع مصابين أو تجار في حجر تام لمدة أربعين يوما أو أكثر، بالإضافة إلى فترة أخرى من العزل وصفت بأنها فترة نقاهة ، واتبع الميناء إجراءات حجر صارمة:
السفن القادمة من إنجلترا، التي أتت بشكل مباشر دون أن تحتك بمكان مصاب أو مشتبه فيه وذات الشهادة الصحية الخالية من الأمراض، كان يسمح لها بالدخول بعد بضعة أيام، إلا أن البضائع والتجار كانوا يرسلون أولا إلى بيت الطاعون حيث يجري تطهيرهم لمدة 20 يوما، وإذا كانت السفن قد احتكت بأي أماكن مصابة، كان يتعين أن تخضع لحجر صحي كامل.
السفن القادمة من موانئ غير مصابة، لكن مشتبه فيها، كانت تخضع لحجر صحي مدته 30 أو 35 يوما، إلا أن البضائع كانت ترسل مباشرة إلى بيت الطاعون.
إذا وقعت أي حالات وفاة أو مرض أحد إبان الرحلة أو إبان الحجر، تمد هذه الفترة إلى 50 أو 60 يوما على حسب الخطر والظروف، وترسل البضائع والناس إلى بيوت الطاعون.
السفن الوافدة من بلاد الشام تخضع لحجر صحي مدته 30 أو 35 أو 40 يوما إذا كانت لديهم شهادة صحية تفيد بخلوها من الأمراض المعدية، وتطهر البضائع في بيوت الطاعون لنفس المدة.
Bog aan la aqoon