Soo Noqoshada Mawtka Madow
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Noocyada
عادة ما يكون معتلو الصحة والصغار والطاعنون في السن أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بالإنفلونزا، إلا أن الأمر المثير للغرابة أن هذا الوباء أصاب أكثر ما أصاب أشخاصا أصحاء في العشرينات من العمر، وزاد على الأعراض المعتادة للإنفلونزا (من آلام بالرأس، وبرد شديد، وحمى، ورجفة، وألم في العظام والعضلات) مضاعفات مثل الالتهاب الرئوي الحاد، والتهاب الشعب القيحي، واضطرابات في القلب. اعتبرت هذه السلالة أكثر فتكا من الإنفلونزا العادية بمقدار 25 مرة؛ إذ كانت فعليا تغرق الضحايا بملء رئاتهم بالدماء.
تنتج سلالات الإنفلونزا الجديدة القادرة على إثارة أوبئة عن طفرات جينية جذرية تنشأ عادة في آسيا. تحدث هذه الطفرات في فيروس يصيب حيوانا، وفي الغالب يكون هذا الحيوان إما بطا وإما دجاجا وإما خنازير، ثم يمرر إلى البيئة وإلى الإنسان.
في عام 1998، عثر على بقايا فيروس الإنفلونزا في ضحايا جائحة عام 1918: في رئتي امرأة كان جسدها محفوظا بولاية ألاسكا، وفي رئات وأدمغة عمال مناجم الفحم بجزيرة شبيتسبرجن الذين دفنوا في التربة الصقيعية. فك العلماء شفرة التسلسل الكامل لأحد جينات الفيروس المهمة، الذي ثبت أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالشكل الأساسي للإنفلونزا التي تصيب الخنازير.
هناك دائما خطر قائم، متمثلا في ظهور السلالة التي تسببت في وباء عام 1918 من جديد، ربما في شكل له نفس القدرة على الفتك. وقد تبين مؤخرا أن فيروس إنفلونزا الطيور ينتقل من المرضى إلى العاملين بمجال الرعاية الصحية بهونج كونج، والشيء المقلق أن ثمة إشارة إلى أن هذا الاكتشاف ربما ينذر بفيروس «إنفلونزا جديد له قدرة على إطلاق تفش وبائي.»
في فبراير من عام 2003، أثار تفشي «إنفلونزا الطيور» في عائلة بهونج كونج - كانت قد زارت مقاطعة فوجيان بجنوب الصين - المخاوف من أن البلدة سوف تكون مصدرا لجائحة الإنفلونزا العالمية التالية. تنتاب المخاوف علماء الإنفلونزا لأن الممارسة الصينية المتمثلة في تربية أعداد كبيرة من مختلف الطيور على مقربة شديدة من البشر، تدعم ظهور سلالات جديدة من المرض. زارت العائلة مقاطعة فوجيان للاحتفال برأس السنة الصينية، فضربتها فاجعة عندما مرضت الابنة البالغة من العمر 8 سنوات وتوفيت، ثم مرض الأب وأحد الأبناء بأعراض شبيهة. توفي الأب بعد رجوع العائلة إلى هونج كونج بفترة وجيزة، واحتجز الابن في المستشفى حيث شخصت السلطات الصحية مرضه على أنه فيروس إنفلونزا الطيور إتش 5 إن 1.
أثار تفشي وباء إنفلونزا الطيور في العديد من دول شرق آسيا في مطلع عام 2004 مخاوف كبيرة وذعرا للمستهلكين، ومع أنه بحلول منتصف فبراير، كان 18 شخصا قد توفوا، فمن حسن الحظ أن الفيروس لم يطور بعد الطفرة التي من شأنها أن تسمح للإنفلونزا بأن تنتقل مباشرة من إنسان إلى آخر.
ولا يعرف سبب تحول الفيروس في بعض الأحيان إلى فيروس قاتل، لكن أسوأ موجات تفش للفيروس هي تلك التي تنطلق عندما يلتقط فيروس إنفلونزا بشري جينات جديدة من فيروسات إنفلونزا طيور، أو عندما ينتقل الفيروس مباشرة من الدجاج إلى البشر. (6) موجة تفش في بلدة أفريقية نائية
إن حمى لاسا - التي ورد أول ذكر عنها في خمسينيات القرن العشرين - هي مرض فيروسي حاد ناشئ تتراوح مدته من أسبوع إلى أربعة أسابيع، وتختلف أعراضه في حدتها ما بين لا شيء على الإطلاق إلى بالغ الخطورة قد يؤدي إلى الموت، وهي تظهر الآن في غرب أفريقيا في الأساس حيث توجد باستمرار في بعض المناطق، وهناك ما بين 100 ألف إلى 300 ألف حالة إصابة سنويا تسفر عن حوالي 5000 حالة وفاة.
تنتقل حمى لاسا إلى الإنسان من أحد القوارض البرية التي تعرف باسم «الفئران عديدة الأثداء». تعيش هذه الحيوانات بالقرب من المستوطنات البشرية، وعادة ما تنتقل العدوى عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر مع براز الفئران الذي يسقط على الأرضيات أو الفراش أو الطعام أو المياه. تتراوح فترة حضانة هذا المرض ما بين 6 أيام و21 يوما. تنتقل العدوى أيضا من إنسان إلى آخر من خلال الاتصال المباشر بالدم أو افرازات الحلق أو البول أو الاتصال الجنسي. (7) فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز
إن فيروس نقص المناعة البشرية وباء عالمي الآن، وله أهمية خاصة من وجهة نظرنا؛ لأنه كما رأينا - على غرار الطاعون النزفي - يستخدم مستقبل سي سي آر 5 كممر دخول إلى خلايا الإنسان. نشأ هذا المرض الناشئ الفتاك في الشمبانزي بغرب أفريقيا الوسطى، وكان الصيادون يتعرضون للدم المصاب بالفيروس أثناء قتل حيوانات الشمبانزي وتحضيرها. يعرف أيضا أن قردا واحدا من بين ستة قرود من تلك التي تؤكل في الكاميرون كلحم أدغال يكون مصابا بنسخة مختلفة من فيروس نقص المناعة البشرية، وقد أثار هذا مخاوف من إمكانية تطور سلالات جديدة من المرض.
Bog aan la aqoon