Soo Noqoshada Mawtka Madow
عودة الموت الأسود: أخطر قاتل على مر العصور
Noocyada
قبيل عام 1670، لم تلتق المناطق المصابة بالطاعونين النزفي والدبلي إلا في ساحل البحر المتوسط. استوطن الطاعون النزفي أوروبا، بالإضافة إلى بعض موجات الاجتياح العارضة على شمال أفريقيا وشرق المتوسط، فيما أقام الطاعون الدبلي في معقله في آسيا وسواحل شمال أفريقيا إلى جانب بعض موجات التفشي النادرة في إيطاليا وجنوب فرنسا وبرشلونة التي لم تدم.
فلم أقام كل منهما في هذه الأقطار المنفصلة؟ لقد سردنا بالفعل الأسباب التي حالت دون استيطان الطاعون الدبلي أوروبا قط، لكن لماذا اقتصر الطاعون النزفي على أوروبا حيث تنوع الطقس تنوعا كبيرا من جنوب البحر المتوسط حتى الدائرة القطبية الشمالية؟ لماذا لم ينتقل إلى آسيا الوسطى وأفريقيا جنوب الصحراء؟
كانت هناك أسباب متعددة على الأرجح. كانت طرق التجارة الرئيسية في هذه الأماكن - مثل طريق الحرير والطرق التي تقطع الصحراء الكبرى - طرقا شاسعة طويلة للغاية لا تقطعها بلدات كبيرة؛ ومن ثم يرجح احتمال أن يكون المسافرون المصابون هلكوا إبان الرحلة دون أن يطلقوا حالة تفش وبائي. أيضا ساعد غياب التجمعات السكانية بمحاذاة الطريق في الحيلولة دون استيطان الأوبئة، وسرعان ما كانت تخمد أي عدوى تماما.
وكانت التجارة أقل كثافة مقارنة بطرق التجارة الداخلية في أوروبا؛ ومن ثم كان عدد أقل من العوامل التي يحتمل أن تكون مسببة للعدوى يجتاز الطريق من وإلى آسيا، وكان من المستحيل تأسيس نقطة تمركز دائمة. أخيرا، لربما كان المناخ في هذا الطريق شديد الحرارة والجفاف بما لا يسمح للعدوى الرذاذية أن تنجح في الانتشار . (6-3) هل كانت فرنسا وحدها مستودع الطاعون؟
كانت الظروف في فرنسا مواتية بشدة لبقاء الطاعون المستمر بسبب درجات الحرارة الأدفأ، وبالأخص في الشتاء، وقد سهلت الرطوبة المرتفعة نسبيا هناك استمرار العدوى وانتشارها. وكانت المساحة كبيرة بما يكفي لانتشار الطاعون بين البلدات الكبيرة، وقد كانت هناك شبكة اتصالات داخلية جيدة.
وعلى النقيض من ذلك، في المناطق حيث لم تكن موجات تفشي الطاعون منتظمة تنعدم فيها بعض هذه الظروف أو كلها:
كانت إيطاليا بلدا صغيرا للغاية على أن تقوم بدور مستودع فعال؛ فقد كانت فصول الصيف شديدة الحرارة والجفاف، وقد وضعت وفرضت تدابير قوية للحفاظ على الصحة العامة بما في ذلك قواعد الحجر الصحي الصارمة في الموانئ.
في شبه الجزيرة الإيبيرية كانت فصول الصيف شديدة الحرارة والجفاف، وكانت وسائل الاتصال الداخلية محدودة، ولم تكن العدوى تصل إلا عن طريق البحر، وقد شكلت سلسلة جبال البرانس حاجزا منيعا فعالا من جهة الشمال.
كان الطقس في شمال أفريقيا حارا وجافا، والمساحة المأهولة بالسكان صغيرة، وكان السكان متفرقين، ووسائل الاتصال محدودة.
في الإمبراطورية الرومانية المقدسة كانت فصول الشتاء باردة، وكانت إسكندنافيا وأيسلندا شديدتي البرودة على مدار العام.
Bog aan la aqoon