Cawd Ila Bad
عود على بدء
Noocyada
قالت: «لم أر طفلا أعسر منك أو أصعب مراسا».
قلت: «حلمك ... كل ما أريد منك، ويطمعنى فيه حبك لى، هو أن تذهبى أنت إلى التليفون، فى غفلة من الرقباء، وتطلبى رقما سأكتبه لك، وتقولى لزوجتى أو أحد ولدى أو الحاجة، إنى ...».
ولم أتمها، فقد راحت تنفخ نفخا شديدا كأن فى جؤفها بركانا فائرا، ثم التفتت إلى والعبرات ترفض على خديها وقالت: «ألا ترحم ضعفى؟ ألا يعطفك على أنى محتاجة إلى عمل هنا؟ هل تريد أن أخرج من البيت»؟
وثنت رأسها ووضعت كفيها على وجهها وانتحبت. فكاد قلبى يتفطر. وأقبلت عليها أدعوها إلى السكينة، وألاطفها، وأقسم لها أنى لن أعود إلى ما تكره منى.
فقلت وهى تنحى الدمع عن خديها بأصبعها: «لست أكره منك شيئا، وأنت تعرف ذلك ولكن أخشى على عقلى من مثل هذا الكلام. فاصنع معروفا و..».
فلثمت جبينها، ومسحت لها دموعها ووعدتها أن أكف. كلا ... لا فائدة. وصدق من قال: «ماحك جلدك مثل ظفرك
فتول أنت جميع أمرك»
ولكن كيف؟ كيف؟ هذه هى المسألة..
الفصل التاسع
قضيت بقية النهار - ألا متى يصبح «ذاك» النهار؟ - فى سجن. ولست أعنى أنى حبست فى مكان، أو غلقت على أبواب، أو حيل بينى وبين الحركة والتنقل. كلا. فقد كنت أصعد وأهبط، وأدخل وأخرج، وألعب وأرتع وأنط، فى البيت والحديقة، كما أشاء بلا تقية أو حذر. ولكنى كنت وحدى لا رفيق لى، ولا ترب ألاعبه ولا شىء ألعب به. فاستوحشت وكانت أمى فى مخدعها أغلب الوقت. وما كان لى لذة فى مجالسة امرأة يخالط إحساسى بأنها أمى إحساس آخر بأنها زوجة. ولا كانت لى رغبة فى حديث هذا العم الذى نام، وشخر ونخر، بعد أن هزم جيش النمل، وكان الخدم مشغولين فى جناحهم بإعداد ما كلفوه للاحتفال «بمقدمى السعيد» أو عيد ميلادى كما يزعمون. وما جدوى الخدم، وأنا بى حاجة إلى من أبثه شجنى فيصدق ولا يرتاع أو يغشى عليه أو يفر منى، أو يحدق فى وجهى ويتفرس كأنما يحاول أن يرى أمارات الجنون التى يرجو أن ترتسم أو تبرز على صفحته، أو يجسنى لعلى محموم يهذى، أو يذهب يقهقه ويجاملنى فيسايرنى وفى ظنه أنى أتخيل ما أقول وأصف.
Bog aan la aqoon