============================================================
بطريق العادة، بخلاف الشح والسخاء إذا كان من ضرورة الغريزة، وكل سخى جواد وليس كل جواد سخيا.
والحق سبحانه وتمالى لا يوصف بالسخاء، لأنه السخاء من نتيجة الغرائز، والله تعالى منزه عن الغريزة.
والجود يتطرق إليه الرياء، ويأتى يه الإنسان متطلعا إلى عوض من الخلق أو الحق بمقابل ما من الثناء وغيره من الخلق والثواب من الله تعالى.
والسخاء لا يتطرق إليه الرياء، لأنه ينبع من النفس الزكية المرتفعة عن الأعواض دنيا وآخرة؛ لأن طلب العوض مشعر بالبخل لكونه معلولا بطلب العوض، فما تمحض سخاء، فالسخاء لأهل الصفاء، والإيثار لأهل الأنوار.
ويجوز أن يكون قوله تعالى: (إنما ثطعمكم يوجه الله لا لريد منكم جزاء ولا شكورا(1) أنه نفى فى الآية الإطعام لطلب الأعواض حيث قال: لا نريد بعد قوله: لوجه فما كان لله لا يشعر بطلب العوض، بل الغريزة لطهارتها تنجذب إلى مراد الحق لا لعوض، وذلك اكمل السخاء من أطهر الغرائن روت أسماء بنت أبى بكر قالت : قلت يا رسول الله ، ليس لى من شىء إلا ما أدخل على الزبير أفأعطى؟ قال : "نعم لا ثوكى(2) فيوكى عليك) .
ومن أخلاق الصوفية : التجاوز، والعفو، ومقابلة السيئة بالحسنة، قال سفيان : الإحسان: أن تحسن إلى من أساء إليك ، فإن الإحسان إلى المحسن متاجرة، كتقد السوق : خذ شيئا وهات شيئا وقال الحسن : الإحسان : أن تعم ولا تخص : كالشمس ، والريح والغيث.
وروى أنس قال: قال رسول الله : (رأيت قصورا مشرفة على الجنة، فقلت : يا جبريل لن هذه ؟ قال : للكاظمين الغيظ والعافين عن الناس روى أبو هريرة رضى الله تعالى عنه : أن أبا بكر رضى الله عنه كان مع النبى فى مجلس فجاء رجل فوقع(3) في أبى بكر وهو ساكت، والنبى ببتسم، ثم رد آبو يكر عليه بعض الذى قال، فغضب النيى وقام فلحقه أبو بكر، فقال : يا رسول الله، (1) آية رقم سورة الانسان.
(2) لا توكى : لا تبخلى او تنشددى.
(3)عاب وشتمه
Bogga 78