============================================================
وحدث جابر، عن رسول الله أنه إذا أن يغزو قسال: (ليا معشر المهاچرين والأنصار، إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال ولا عدة؛ فليضم أحدكم إليه الرجل أو الرجلين والتلاثة، فما ل حدكم من ظهر جمله إلا عقبة كعقبة أحدهم)) .
قال: فضمت إلى اثتين أو ثلاثة ما لى إلا عقبة كعقبة أحدهم من جمله (1).
وروى آنس قال: لما قدم عبد الرحمن بن عوف المدينة آخسى النبى بينه ويين سعد بن الربيع، فقال له: أقاسمك مالى نصفين، ولى امراتان فأطلق إحداهما، فإذا انقضت عدثها فتزوجها، فقال له عبد الرحمن: باوك الله لك في أهلك ومالك (2).
فما حمل الصوفى على الايثار إلا طهارة نقسه وشرف غريزته، وما جعله الله تعالى صوقيا إلا بعد أن سوى غريزته لذلك، وكل من كانت غريزته السخاء، والسخى يوشك أن يصير صوفيا، لأن السخاء صفة الغريزة، وفي مقابلته الشح، والشح من لوازم صفة النفس، قال الله تعالى: (( ومن يوق شح تفسه فأوليك هم المفلحون ) (2.
حكم بالفلاح يوقى الشح، وحكم بالفلاح لمن أنفق وبذل، فقال: (( ومما رزقياهم ينفقون ) (1 أولئك على هدى من رنهم وأوليك هم المفلحون )(2).
والفلاح: أجمع اسم لسعادة الدارين، والنبى تبه بقوله : ((ثلاث مهلكات.. وثلاثة منجيات)) فجعل إحدى المهلكات شو(1) مطاعا، ولم يقل مجرد الشح يكون مهلكا بل يكون مهلكا إذا كان مطاعا، فأما كونه موجودا فى النفس فير مطاع فإنه لا ينكر ذلك، لأنه من لوازم النفس، مستمدا من أصل جبلتها التراب، وفى التراب قبض وامساك، وليس ذلك بالعجب من الآدمى وهو جبلى فيه، وإثما العجب وجود السخاء فى الغريزة، وهو لنفوس الصوفية الداعى لهم إلى البذل والإيثار والسخاء أتم وأكمل من الجود؛ ففى مقابلة الجود اليخل، وفى مقابلة السخاء الشح. والجود والبخل يتطرق إليهما الاكتساب (1) بوى مسلم عن آبى سعيد آنه صلى الله عليه وسلم قال: دومن كان معه فضل ظهر فليعد به على مبن لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له، فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا فى فضل.
(2) رواه البخارى.
(3) آية رقم من سورة الحشر (4) آية رقم 3 من سورة البقرة.
(5) آية* من سورة البقرة.
(6) رواه الطهراتى فى الأوسط عن اين عمن
Bogga 77