============================================================
قيل: لما سعى بالصوفية وتميز الجنيد بالفقه وقبض على الشحام، والرقام، والثورى، وبسط النطع (1) لضرب رقابهم.
تقدم النورى، فقيل له: إلى ماذا تبادر؟ فقال: أوثر إخوانى يفضل حياة ساعة.
وقيل: دخل الروذبارى دار بعض أصحابه، فوجده غائيا وباب بيته مغلسق، فقال: صوفى وله باب مغلق!! اكسروا الباب، فكسروه، وأمر بجميع ما وجدوا فى البيت أن يباع، فأنقذوه إلى السوق، واتخذوا رفقا(2) من الثمن وقعدوا فى الدار فدخل صاحب المسنزل ولم يقل شيئا، ودخلت امرأته وعليها كساء، قدخلت بييا فرمت بالكساء وقالت: هذا أيضا من بقية المتاع فبيعوه، فقال الزوج لها: لم تكلفت هذا باختيارك؟ قالت: اسكت.
مثل الشيخ بباسطنا، ويحكم علينا، ويبقى لنا شىء ندخره عنه!!.
وقيل: مرض قيس بن سعد، فاستبطأ إخوانه فى عيادته، فسأل عنهم، فقالوا: إنهم يستحيون بما لك عليهم من الدين فقال: أخزى الله مالا يمنع الإخوان من الزيارة، ثم أمر مناديا ينادى، من كان لقيس مال فهو منه فى حل. فكسرت عتبة داره بالعشى؛ لكثرة عواده.
وقيل: أتى رجل صديقا له ودق عليه البساب، فلما خرج قال: لمساذا جئتتى؟ قال: لأربعمائة درهم دين على. فدخل الدار ووزن أربعمائة درهم، وأخرجها إليه ودخل الدار باكيا، فقالت امرأته: هلا تعللت حين شق عليك الإجابة؟1.
فقال: إنما أبكى لأنى لم أتفقد حاله حتى احتاج أن يفاتحنى وأخبرنا الشيخ أيو زرعة، عن أبيه الحافظ المقدسى، قال: أخبرنا محمد بن محمد إمام جامع أصفهان، قال: حدثثا أبو عبدالله الجرجانى، قال: حدثنا أبوطاهر محمد بن الحسن المحمداباذى، قال: حدثتا أبوالبحترى، قال: حدثنا أبوأسامة قسال: حذثنا زيد بن أبى بردة، عن أبى موسى قال: فقال رسول الله : (اإن الأشعريين إذا أرملوا(3) فى الغزو وقل طعام عيالهم جمعوا ما كان عندهم فى توب واحد، ثم اقتسموا فسى اناء واحد بالسوية، فهم منى وأنا منهم)).
(1) النطع: بساط من الجلد يفرش تحت العحكوم عليه بقطع الراس.
(2) فى بعض النسخ: وقتا.
(3) فقد زادهم والحديث متفق عليه،
Bogga 76