============================================================
الإيشار ومن أخلاق الصوفية: الإيثار، والمواساة، ويحملهم على ذلك فرط الشفقة والرحمة طبعا، وقوة اليقين شرغا لأنهم (يؤثرون لموجود ويصبرون عن المفقود)(1).
قال أبو يزيد البسطامى: "ما غلبنى أحد ما غلبتى شاب من أهل "بلخ، قدم علينا حاجا، فقال لى: يا أبا يزيد، ما حد الزهد عندكم؟ قلت: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنسا صبرنا، فقال: مكذا عندنا كلاب بلخ، فقلت له: وما حد الزهد عندكم؟ قال: إذا فقدنا شكرنا، وإذا وجدنا آثرنا".
وقال ذو الثون المصرى: من علامة الزاهد المشروح صوره ثلاث: تفريق المجموع، وترك طلب المفقود، والايثار بالقوت(2).
روى عبد الله بن عباس، رضى الله عنهما، قال: قال رسول الله يوم النضير للأنصار: "إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم وتشاركونهم فى هذه الغنيمة، وان شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم ولم نقسم لكم شيئا من الغنيمة" فقالت الأنصار: بل نقسم لهم من أموالتا وديارتا ونؤثرهم بالعنيمة ولا نشاركهم فيها، فأنزل الله تعسالى: ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة (3 وروى لأ بوهريرة رضى الله عنه، قال: جاء رجل إلى رسول الله ، وقد أصابه جهد، فقال: يا رسول الله إنى جائع فأطعمنى، فبعث رسول الله إلى أزواجه: "هل عندكن شىء؟"، فكلتهن قان: والذى بعثك بالحق تبيا مسا عندنسا إلا الماء، فقسال رسول الله : اما عندنا ما نطعمك هذه الليلة"! ! ثم قال: "من يضيف هذا هذه الليلة رحمه الله، فقال رجل من الأنصار ققال: أنا يا رسول الله، فأتى به منزله فقال لأهله: هذا ضيف رسول الله فاكرميه ولا تدخرى عنه شيئا، فقالت: ما عندنا إلا قوت الصبية!! فقال: فقومى علليهم(4) عن قوتهم حتى يناموا ولا يطعمون شيئا، ثم أسرجى، فإذا أخذ الضيف ليأكل فقومى كأنك تصلحين السراج فأطفئيه وتعالى نمضغ ألسنتنا (1) وهذا معا ابلغ ما جاء فى بعض النسخ: لأنهم يؤثرون بالموجود ويصبرون على المفقود.
(2) وقى تسخة: والإيثار عن القوت (3) آية 9 من سورة الحشر. والحديث رواه الحاكم فى الإكليل.
4) علليهم: ألهيم وأيعديهم.
Bogga 73