============================================================
فالمداراة مع كل أحد الأهل والأولاد والجيران والأصحاب والخلق كافة من أخلاق الصوفية، وباحتمال الأذى يظهر جوهر النفس، وقد قيل: لكل شىء چوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل الصيل.
أخبرنا أبو ژرعة طاهر عن أبيه الحافظ المقدسى قال: أخبرنا أبو محمد الصريفيتى قال: أخبرنا أبوالقاسم عبيدالله بن حباية، قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن عبد العزيز قال: حدثنا على بن الجعد، قال: أخبرنا شعبه، عن الأعمش، عن يحيى بن وثاب، عن شيخ من أصحاب رسول الله ، قلت: من هو؟ قال: ابن عمر عن النيى أنه قال: "المؤمن الذى يعاشر الناس ويصبر على أذاهم خير من البذى لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم"(1) وفى الخبر: "أيعجز أحدكم أن يكون كأبى ضمضع؟" قيل: ماذا كان كان يصنع آبو ضمضم؟.
قال: "ركان إذا أصبح قال: اللهم إنى تصدقت اليوم بعرضى على من ظلمنى، فمن ضربنى لا أضربه، ومن شتمنى لا أشتمه، ومن ظلمنى لا أظلمه".
وأخبرنا ضياء الدين عبد الوهاب قال: أخبرنا أبو الفتح الهروى، قال: حدثنا الترياقى، قال: أخبرنا الجراحى، قال: أخبرنا المحبوبى، قال: أخبرنا أبو عيسى الترمذى، قال: حدثثا ابن آبى عمر، قال: حدثنا سفيان عن هحمد بن المنكدر، عن عروة عن عائشة رضى الله تعالى عنها، قالت: استأذن رجل على رسول الله، وأنا عنده، فقال: دبئس ابن العشيرة" "أو أخو العشيرة" ثم أذن له، فألان له القول، فلما خرج قلت: يا رسول الله، قلت له ما قلت، ثم ألنت له القول قال : ريا عائشة، إن من شر الناس من يتركه الناس أو يدعه الناس اتقاء فحشه".
وروى أبو ذر عن رسول الله أنه قال: "داتق الله حينما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن"(2).
فما شىء يستدل به على قؤة عقل الشخص، ووفور علمه وحلمه كحسن المدارة، والتفس لا تزال تشمئز ممن يعكس مرادها؛ ويستفزها الغيظ والغضب وبالمداراة قطيع حمة(3 النفس ورد طيشها ونقورها، وقد ورد: "من كظم غيظا وهو يستطيع آن ينفذه دعاه الله يوم القيامة على رعوس الخلائق حتى يخيره فى أى الحور شاء"(1).
(1) سنن آبن ماجه رقم 4032.
(2) رواه البخارى ومسلم.
(3) تطاولها وغرورها (4) رواه ابن ماجه رقم 4186 -
Bogga 71