============================================================
ما نازل باطنه من التواضع لله والانكسار فى نفسه وانسلاخه من التكبر عليهم بايمات وعلمه وعمله.
أخبرنا أبو زرعة، إجازة، عن أيى يكر ين خلف، إجازة، عن السلمى، قال: سمعت أبا الحسين الفارسى يقول: سمعت الجريرى يقول: ضح عند أهل المعرفة أن للدين رأس مال: خمسة فى الظاهر، وخمسة فى الباطن.
فأما اللواتى فى الظاهر: فصدق فى اللسان، وسخاوة قى الملك، وتواضع فى الأبدان، وكف الأذى، واحتماله بلا إياء.
وأما اللواتى فى الباطن: فحب وجود سيده، وخوف الفراق من سيده، ورجاء الوصول الى سيده، والندم على فعله والحياء من ريه.
وقال يحيى بن معاذ: التواضع فى الخلق حسن، ولكن فى الأقنياء أحسن، والتكبر سمج فى الخلق، ولكن فى الفقراء أسمج وقال ذو النون: ثلاثة من علامات التواضع : تصغير التفس معرفة بالعيب، وتمظيم النفس(1) حرمة للتوحيد، وقبول الحق والنصيحة من كل واحد.
وقيل لأبى يزيد: متى يكون الرجل متواضعا؟ قال: إذا لم ير لنفسه حقا ما، ولا حالا من علمه بشرها، وازدرائها، ولا يرى أن فى الخلق شرا منه.
قال بعض الحكماء: وجدنا التواضيع مع الجهل والبخل أحمد من الكبر ميع الأدب والسخاء.
وقيل لبعض الحكماء: هل تعرف نعمة لا يحسد عليها، وبلاء لا يرحم صاحبه عليه؟
قال: نعم، أما النعمة فالتواضع، وأما البلاء فالكبر.
والكشف عن حقيقة التواضع : أن التواضع رعاية الاعتدال بين الكبر والضعة، فالكسبر رفع الإنسان نفسه فوق قدره، والضعة وضع الإنسان نفسه مكائا يزرى يه ويفضى إلى تضييع حقه وقد انفهم(2) من كثير من إشارات المشايخ فى شرح التواضع أشياء إلى حد أقاموا التولضع فيه مقام الضعة، ويلوح فيه الهوى من أوج الافراط إلى حضيض التفريط، ويوهم (1) وفي تسخة: وتعظليم الناس (2) دفى نسخة: يفهم
Bogga 66