============================================================
وورد أيضا عنه عليه الصلاة والسلام: (لطوبى لن تواضع مسن غير منقصة، وذل فى نفسه من غير مسكثة)(1) سئل الجنيد عن التواضع، فقال: خفض الجناح ولين الجاثب. وسئل الفضيل عن التواضع، فقال: تخضع للحق وتنقاد له، وتقبله ممن قاله، وتسمع منه. وقال أيضا: من رأى لنفسه قيمة فليس له فى التواضع نصيب.
وقال وهب بن متبه: (امكتوب فى كتب الله: إئى أخرجت الذر من صلب آدم قلم أجد قلبا أشد تواضعا الى من قلب موسى عليه السلام، قلذلك اصطفيته وكلمته)).
وقيل: من عرف كوامن نفسه لم يطمع فى العلو والشرف، ويسلك سبيل التواضع؛ فلا يخاصع من يذمه، ويشكر الله لم يحمده.
قال أبو حفص: من أحب أن يتواضع قلبه فليصحب الصالحين، وليلتزم بحرمتهم؟
فمن شدة تواضعهم فى أنفسهم يقتدى بهم ولا يتكبر وقال لقمان، عليه الصلاة والسلام: ولكل شىء مطية، ومطية، العمل التواضع.
وقال النورى(3) : خمسة أنفس أعز الخلق فى الدنيا.
( عالم زاهد، وفقيه صوفى، وغنى متواضع، وفقير شاكر، وشريف سنى].
وقال الجلاد(3) : لولا شرف التواضع كنا إذا مشينا نخطر وقال يوسف بن أسباط، وقد سئل: ما غاية التواضع؟
قال: أن تخرج من بيتك فلا تلقى أحدا إلا رأيته خيرا منك.
ورأيت شيخنا ضياء الدين أبا النجيب - وكنت معه فى سفره إلى الشام وقد بعث بعض أبناء الدنيا له طعاما على رعوس الأسارى من الإفرنج وهم فى قبودهم - فلما مدت السفرة والأسارى ينتظرون الأوانى حتى تفرغ قال للخادم: أحضر الأسارى حتى يقعدوا على السفرة مع الفقراء. فجاء بهم، وأقعدهم على السفرة صفا واحذا، وقام الشيخ من سجادته ومشى إليهم، وقعد بينهم كالواحد منهم، فاكل واكلوا، وظهر لنا على وجهه (1) البخارى فى التاريخ والبغوى والبارودى وابن قائع والطيرائى والبيهقى عن ركب المصرى يسند حسن.
(2) وهو: أبو الحسين أحمد بن محمد التورى، بغدادى المولد والمثشا. من اذان الجثيد قال الخطيب البفدادى: هو اعلم العراقيين بلطايف القوم توفى سنة 295_ (3) هو: أبو عبد الله أحمد ين يحيى الجلاد. بغدادى الأصل اقام يدمشق: محب أبا تراب، وذا التون، ومحب هو آباه يحيى الجلاد.
Bogga 65