============================================================
واذا تنور أحد وجهى التفس لجأت(1) إلى تحسين الأخلاق وتبديل النعوت، ولذلك سمى الأبدال أبدالا.
والسر الاكبر فى ذلك أن قلب الصوفى بدوام الإقيال غلى الله ودوام الذكر بالقلب واللسان يرتقى إلى ذكر الذات، ويصير حينئذ بمثابة العرش، فالعرش قلب الكاثنات قى عالم الخلق والحكمة، والقلب عرش فى عالم الأمر والقدرة قال سهل بن عبد الله التسترى : ((القلب كالعرش، والصدر كالكرسى)): وقد ورد عن الله تعالى: (1 ما يسعنى أرضى ولا سمائى ويسعنى قلب عبدى المؤمن))(2).
فإذا اكتحل القلب بنور ذكر الذات وصار بحرا مؤاجا من تسمات القرب چرى فى جداول أخلاق النفس صفاء النعوت والصفات، وتحقق التخلق بأخلاق الله تعالى حكى عن الشيخ أبى على القارمزى أنه حكى عن شيخه أبى القاسم الكركانى أنة قال : ((إن الأسماء التسعة والتسعين تصير أوصافا للعبد للسالك، وهو بعد فى السلوك غير واصل)). ويكون الشيخ غئى بهذا أن العبد يأخذ من كل اسم وصفا يلاثم ضعف حال البشر وقصوره، مثل أن يأخذ من اسم الله تعالى ((الرحيم)) قعنى من الرحمة على قدر قصور البشر، وكل إشارات المشايخ فى الأسماء والصفات التى هى أعز علومهم على هذا المعنى والتفسير. وكل من توهم بذلك شيئا من الحلول تزندق وألحد.
وقد أوصى رسول الله معاذا بوصية جامعة لمحاسن الأخلاق فقال له: (1يا معاذ، أوصيك بتقوى الله، وصدق الحديث، والوفاء بالعهد، وأداء الأمائة، وترك الخيانة، وحفظ الجوار، ورحمة اليتيم، ولين الكلام، وبذل السلام، وحسن العمل، وتصر الأمل، ولزوم الإيمان، والتفقه فى القرآن، وخب الآخرة، والجزع من الحساب، وخفض الجناح، وإياك أن تسب حليما، أو تكذب صادقا، أو تطيع آثما، أو تعصى إماما عادلا، أو تفسد أرضا، أوصيك باتقاء الله عند كل حجر وشجر ومدر(3، وأن ثحيث لكل ذتب توبة، السر بالسر والعلاثية بالعلاثية، بذلك أدب الله عباده ودعاهم إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الآداب))(2).
ر1) وفى تسة : تجيب (2) ذكره فى الأحياء بلفظ قال الله تعالى [ لم يسعنى سمائى ولا ارضى، ووسعتى قلب عبدى المؤمن اللين الوادع] قال العراقى فى تخرجه: لم أر له اصلا، ووافقه فى الدرر تبعا للزركشى.
وقال فى المقاصد تيعا لشيخه في اللآلى: ليس له اسناد معروف من النبى ومعناه : (وسع كليه الايمان بسى ومحبتى ومعرفتى] وإلا فمن قال: إن الله يحل فى قلوب الناس فهو أكفر من التصارى الذين خصوا ذلك يالسيح وحده.
(3) المدر (يفتح اليم والدال) : التراب المتليد ، أو الطين المقطع (4) رواه عيد بن حميد فى تفسيره واخرجه الطبرانى فى المعجم الكبير عن أبى ذر، وقال السيوطى: حمن
Bogga 62