============================================================
21 وقيل : عظم خلقك ، لأنك لم ترض بالأخلاق، وسرت ولم تسكن الى التعوت حتى وصلت إلى الذات وقيل : لما بعث محمد إلى الحجاز حجزه بها عن اللذات والشهوات، وألقاه فى الغربة والجفوة ، فلما صفا بذلك من دنس الأخلاق، قال له: (واينك لعلى خلق عظيم).
أخبرنا الشيخ الصالح أبو زرعة بن الحافظ أبى الفضل محمد بن طاهر المقدسى، عن أبيه قال: أخبرنا أبوعمر المليحى قال : أخبرنا أبومحمد عبدالله بن يوسف قال : أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابى قال: حدثنا جعفر بن الحجاج الرقى قال: أخيرنا أيوب بن محمد الوزان قال : حدثثى الوليد قال : حدتتى ثابت ، عن يزيد، عن الأوزاعى، عن الزهرى ، عن عروة عن عائشة، رضى الله عنها، قالت : كان نبى الله يقول: مكارم الأخلاق عشرة تكون فى الرجل ولا تكون فى ابنه، وتكون فى الابن ولا تكون فى أبيه ، وتكون فى العبد ولا تكون فى سيده ، يقسمها الله تعالى لمن أراد به السعادة: صيدق الحديث، وصدق البأس، وأن لا بشيع وجاره وصاحبه جائعان وإعطاء السائل والمكافاة بالصنائع، وحفظ الأمانة، وصلة الرحم والتذمم(1) للصاحب، وإقراء الضيف.
ورأسهن الحياء(2).
وسئل رسول الله عن اكثر ما يدخل الناس الجنة ، قال: (تقوى الله. وحسن الخلق) وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار ، فقال : (الغم والفرح)(2 . [يكون هذا الغم غم فوات الحظوظ العاجلة ، لأن ذلك يتضمن التسخط والتضجر، وفيه الاعتراض على الله تعالى ، وعدم الرضا بالقضاء ، ويكون الفرح المشار إليه الفرح بالحظوظ العاجلة الممعنوع منه بقوله تعالى: ( لكيلا تأسؤا علي ما فايكم ولا تفرحوا بما آتاكم" وهو الفرح الذى قال الله تعالى : (إذ قال لقوهه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين) لما رأى مفاتخه تثوء بالعصبة أولى القوة.
فأما الفرح بالأقسام الأخروية فمحمود ينافس فيه ، قال الله تعالى : (قل بفضل الله ويرحميه فبدلك قليفرحوا4(4)](0) (1) حفظ المهد (2) الحكيم والبيهقى فى الشعب عن عائشة بستد ضعيف (3) الترمذى وقال صحيح غريب ج3 ص 245 ووراه عن ابى هريرة .
(4) الآية من سورة يونس رقم 58.
(5) ما بين القوسين ساقظ فى بعض النسخ
Bogga 60