============================================================
الآيات على الآناء والأوقات عند ظهور الصفات، قال الله تعالى: (وقال الذين كفروا لؤلا يؤل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لييثبت به فؤادك ورتلئاه ترتيل()(1) وتشييت القؤاد بعد اضطرابه لحركة النفس بظهور الصفات، لارتباط بين القلب والتفس.
وعند كل اضطراب آية متضمنة لخلق سنى اما تصريحا أو تعويضا، كما تحركت التفس الشريفة الثبوية لما كسيرت رياعيته وصار الدم يسيل على وجهه الشريف ورسول الله يمسحه ويقول: بكيف يفلح قوم خضيوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم، فأنول الله تعالى (ليس لك من الأمر شيء)(2) فاكتسى القلب النبوى لباس الاصطبار وفاء بعد الاضطراب إلى القرار، فلما توزعت الآيات على ظهور الصفات فى مختلف الأوقات، صفت الأخلاق الثبوية بالقرآن؛ ليكون خلقه القرآن، ويكون فى ابقاء تلك الصفات، فسى يفس رسول الله معنى قوله عليه الصلاة والسلام : *ائما أتسى لأسن،(3.
فظهور صفات نفسه الشريفة، وقت استتزال الآيات، لتأديب نفوس الأمة وتهذييها، رحمة فى حقهم حتى تتزكى نفوسهم، وتشرف أخلاقهم.
قال رسول الله : دالأخلاق مخزونة عند الله تعالى، فإذا أراد الله تعالى بعبد خيرا منحه منها خلقا، وقال : د إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق،(4)، وروى عنة: *أن لله تعالى مائة ويضعة عشر خلقا من آتاه واحدا منها دخل الجنة،(5) فتقديرها وتحديدها لا يكون إلا بوحى سماوى لمرسل وتبى والله تعالى ابرز إلى الخلق أسماءه مثيئة عن صفاته سبحانه وتعالى، وما أظهرها لهم الا ليدعوهم إليها، ولولا أن الله تعالى أودع فى القوى البشرية التخلق بهذه الأخلاق ما أبرزها لهم دعوه لهم إليها يختص برحمته من يشاء.
ولا يبعد - والله أعلم - أن قول عائشة رضى الله عنها : "كان خلقه القرآن، فيه رمز غامض وايماء خفى إلى الأخلاق الربانية، فاحتشمت(1 من الحضرة الإلهية أن تقول: متحلقا بأخلاق الله تعالى، فعبرت عن المعنى بقولها: كان خلقه القوآن استحياء من سبحات الجلال، وسترا للحال بلطف المقال، وهذا من وفور علمها وكمال آدبها.
(1) آية رقم 32 من سورة الفرقان (2) آية رقم 128 من سورة آل عمران (3) الموطا بلاغا عن مالك (4) البخارى فى الأدب والحاكم من البيهقى فى الشعب عن أبى هريرة بسند صحيح (5) الحكيع وأبو يملى والبيهقى فى الشعب عن عثمان بن عقان بسند حسن ) اى: اسدحيت
Bogga 57