============================================================
ومن يطو لله يعوض الله تعالى فرخا فى باطنه ينسيه الطعام، وقد لا ينسى الطعام ولطن لامتلاء قلبه بالأنوار يقوى جاذب الروح الروحانى فيجذيه إلى مركزه ومستقره من العالم الروحانى، ويتفر(1) بذلك عن أرض الشهوة النفسانية وما أثر جاذب الروح إذا تخلف عنه جاذب النفس عن كمال طمأنينتها، وانعكاس أنوار الروح عليها بواسطة القلب المستنير بأقل من جاذب المغناطيس للحديد، إذا المغناطيس يجذب الحديد لروح فى الحديد مشاكل للمغتاطيس فيجذبه بتسية الجنسية الخاصة، فإذا تجنست النفس بعكس نور الروح الواصل إليها يواسطة القلب يصير فى النفس روح استمدها القلب من الروح وأداها الى النفس، فتجذب الروح التفس بجنسية الروح الحادثة فيها قتزدرى الأطعمة الدنيوية والشهوات الحيوانية، ويتحقق عنده قول رسول الله (اأبيت عند ريى يطعمنى ويسقينى))(2 ولا يقدر على ما وصفتاه إلا عبد تصير أعماله وأقواله وسائر أحواله ضرورة، فيتناول من الطعام أيضا شرورة، ولو تكلم - مثلا بكلمة من غير ضرورة التهب فيه نار الجوع التهاب الحلفاء(3) بالنار؛ لأن النفس الراقدة تستيقظ يكل ما يوقظها، وإذا استيقظت نرعت إلى هواها، فالعيد المراد بهذا إذا فطن لسياسة النفس، ورزق العلم سهل عليه الطى وتداركته المعونة من الله تعالى، لا سيما ان كوشف بشى من المنح الإلهية.
وقد حكى لي فقير أنه اشتد به الجوع، وكان لا يطلب ولا يتسبب، قال: فلما انتهى جوعى إلى الغاية بعد أيام فتح الله على بتفاحة، فتتاولت التفاحة، وقصدت اكلها، فلما كسرثها كوشفت بحوراء نظرت إليها عقيب كسرها، فحدث عندى من الفرح بذلك ما استغتيت به عن الطعام أياما، وذكر لى أن الحوراء خرجت من وسط التقاحة.
والإيمان بالقدرة ركن من أركان الإيمان، فسلم ولا ثنكر قال سهل بن عبد الله، رحمه الله تعالى: من طوى أربعين يوها ظهرت له القدرة على الملكوت.
وقال الشيخ ابو طالب المكى ، رحمه الله تعالى، عرفنا من طوى أريعين يوها برياضة النفس فى تأخير الوقت وكان يؤخر فطره كل ليلة إلى نصف سبع الليل، حتى يطو ليلسة فى نصف شهر، فيطوى الأربعين فى سنة وأربعة أشهر، فتندرج الأيام والليالى حتى (1) وفى نسخة: ويقفو. آى بعد. يقال قفا عنه آى تباعد. وممنى يتفر هنا ييعد.
(4) البخارى وغيره من حديث الوصال فى الصوم (3) وفى نسخة : لا مثتوية فيه.
Bogga 53