============================================================
وقد يكاشف الله عبده بآيات وكرامات تربية للعبد، وتقوية ليقينه وإيمانه.
قيل: كان عند جعفر الخلدى، رحمه الله تعالى، فص له قيمة، وكان يوما من الأيام راكبا فى السمارية(1) فى دجلة فهم أن يعطى الملاح قطعة، وحل الخرقة، فوقع الفص فى الدجلة، وكان عنده دعاء للضالة مجرب، وكان يدعو به فوجد الفص فى وسط أوراق كان يتصفحها، والدعاء هو أن يقول: با جامع الناس ليوم لا ريب فيه أجمع علسى ضالتى.
وسعت شيختا بهمدان حكى له شخص آنه كوشف فى بعض خلواته بولد له فى (اجيحون)) كاد يسقط فى الماء من السفينة، قال: فزجرته، قلم يسقط وكسان هذا الشخص بنواحى (اهمدان)) وولده بجيحون، فلما قدم الولذ أخبر أنه كاد يسقط فى المساء فسع صوت والده قلم بسقط وقال عمر، رضى الله عنه: يا سارية: الجيل - على المثبر بالمدينة، وسارية بنهاوند فأخذ سارية نحو الجيل وظفر بالعدو فقيل لسارية: كيف علمت ذلك؟ فقال: سمعت صوت عمر وهو يقول: يا سارية: الجبل.
سئل ابن صالم، وكان قد قال: للإيمان أربعة أركان: ركن منه الإيمان بالقدرة، وركن منه الإيمان بالحكمة، وركن منه التبرى من الحول والقوة، وركن منه الاستعائة بالله عذ وجل فى جميع الأشياء.
قيل له: ما معنى قولك الايمان بالقدرة؟ فقال: هو أن تؤمن ولا تنكر أن يكون لله عيد بالمشرق - نائما على يمينه - ويكن من كرامة الله اياه أن يعطيه من القوة ما يتقلب من يمينه على يساره، فيكون بالمغرب، تؤمن بچواز ذلك وكوثه. وحكى لى فقير أنه كان بمكة، وأرجف (2 على شخص بيغداد أنه قد مات، فكاشفه الله بالرجل وهو راكپ يمشى فى سوق بغداد فاخبر إخوانه أن الشخص الذى لم يمت، وكان كذلك حتى ذكر لى هذا الشخص أنه فى تلك الحالة التى كوشف بالشخص ركائا قال: رأيته فى السوق وأنا اسمع بأذنى صوت المطرقة من الحداد فى سوق بغداد.
وكل هذه مواهب الله تعالى، وقد يكاشف بها قوم وثغطى()، وقد يكون فوق هؤلاء من لا يمكن له شىء من هذا؛ لأن هذه كلها تقوية لليقين.
(1) السمارية: الزورق.
(2) اخبر، والارجاف: الاخبار من غير تحقيق (3) ولى تسخة: وتعطى
Bogga 47