============================================================
بالصالحات، وكف الجوارح، وتوزيع الأوراد من الصلاة، والتلاوة، والذكر على الأوقات، وتارة يباديه(1) الحق لموضع صدقة وقوة استعداده مبادأة من غير عمل ؤجد منه ، وتارة يجد ذلك بملازمة ذكر واحد من الأذكار، لأنه لايزال يردد ذلك الذكر ويقوله، وتكون عبادته الصلوت الخمس بسثنها الراتية فحسب، وسائر أوقاته مشغولة بالذكر الواحد لا يتخللها فتور، ولا يوجد منه قصور ولا يزال يردد ذلك الذكر ملتزما به حتى فى طريق الوضوء، وساعة الأكل، لا يفر عنه.
واختار جماعة من المشايخ من الذكر كلمة (لا إله إلا الله) وهذه الكلمة لها خاصية فى تثوير الباطن وجمع الهم اذا داوم عليها صادق مخلص، وهى من مواهب الحق لهذه الأمة، وفيها خاصية لهذه الأمة، فيما حدثنا شيخنا ضياء الدين، إملاء، قال: أخبرنا أبوالقاسم الدمشقى الحافظ قال: أخبرنا عبدالكريم بن الحسين قال: أخبرنا عبدالوهاب الدمشقى قال: أخيرثا محمد بن خزيم قال: حدتنا هشام بن عمار قال: حدثثا الوليد بن مسلم قال: أخبرتا عبد الرحمن بن زيد عن أبيه: أن عيسى بن مريم عليه السلام قال: رب أنبئنى عن هذه الأمة المرحومة ()؟ قال: أمة محمد عليه الصلاة والسلام: علماء أخفياء أتقيا حلماء أضفياء حكماء كأنهم أنبياء، يرضون منى بالقليل من العطاء، وأرضى منهم باليسير من العمل، وأدخلهم الجنة بلا إله إلا الله، يا عيسى هم أكثر سكان الجنة؛ لأنها لم تذل(4 قوم(2) قطر ب (لا إله إلا الله) كما ذلت ألسنتهم ولم تذل رقاب قوم قط بالسجود كما ذلت رقابهم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص، رضى الله عنهما، قال : إن هذه الآية مكتوية فى التوراة: يأيها النبى إنا أرسلناك شاهذا ومبشرا ونذيرا وحرزا للمؤمنين وكنزا للأميين، أئت عبدى ورسولى، سميتك المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب فى الأسواق، ولا يجزى بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن أقبضه حتى ثقام به الملة المعوجة بأن يقولوا: لا إله إلا الله، ويفتحوا أعيئا عميا وآذائا صما، وقلوبا غلفا"))(5).
فلا يزال العبد فى خلوته يردد هذه الكلمة على لسانه مع مواطأة القلب حتى تصير الكلمة متأصلة فى القلب مزيلة لحديث النفس، ينوب معناها فى القلب عن كل حديث (1) اى: پچاهره.
(3) المذكورة فى الإنجيل.
(3) المراد من الدل: اللين لا ضد العرة.
(4) من الأمم السوالف.
(5) البخارى فى تفسير سورة الفتح بتحوه.
Bogga 44