============================================================
ومتعوا الشواغل من الحواس كفعل الرهابين والفلاسفة والبراهمة، والوحدة فى جمع الهم لها تاثير فى صفاء الباطن مطلقا، فما كان من ذلك بحسن سياسة الشرع وصدق المتابعة لرسول الله أنتج تثوير القلب، والزهذ فى الدنيا. وحلاوة الذكر، والمعاملة لله بالاخلاص من الصلاة والتلاوة وغير ذلك، وما كان من ذلك من غير سياسة الشرع ومتابعة رمول الله ينتج صفاء فى التفس يستعان به على اكتساب علوم الرياضة مما يعتنى به الفلاسفة والدهريون خذلهم الله تعالى - وكلما اكثر من ذلك بعد عن الله.
ولا يزال المقيل على ذلك يستغويه الشيطان بما يكتسب من العلوم الرياضية(1)، أو بما قد يتراءى له من صدق الخاطر وغير ذلك حتى يركن إليه كل الركون التام ويظن أثه فاز بالمقصود.
ولا يعلم أن هذا الفن من الفائدة غير ممنوع من النصارى والبراهمة ، وليس هو المقصود من الخلوة، ويقول بعضهم : إن الحق يريد منك الاستقامة وأنت تطلب الكرامة11 وقد يفتح على الصادقين شىء من خوارق العادات، وصدق الفراسة، تيين ما سيحدث فى الستقيل.
وقد لا يفتح عليهم ذلك، ولا يقدح فى حسالهم عدم ذلك، وإنما يقدح فى حالهم الانحراف عن حد الاستقامة فما يفتح من ذلك على الصادقين يصير سببا لمزيد إبقائهم(2)، والداعى لهم إلى صدق المجاهدة والمعاملة، والزهد فى الدتيا والتخلق بالأخلاق الحميدة.
وما يقتح من ذلك على من ليس تحت سياسة الشرع يصير سبيا لزيد يعده وغروره وحماقته واستطالته على الناس وازدرائه بالخلق، ولا يزال به حتى يخلع زبقة الإسلام عن عنقه، وينكر الحدود والأحكام والحلال والحرام، ويظن أن المقصود من العبادات ذكر الله تعالى، ويترك متابعة الرسول، ثم يتدرج من ذلك إلى تلحه وتزئدق ب نعوذ بالله من الضلال.
وقد يلوح لأقوام خيالات يظنونها وقائع، ويشبهونها بوقائع المشايخ من غير علم بحقيقة ذلك !ا فمن أراد تحقيق ذلك فليعلم أن العبد إذا أخلص لله واحسن نيته، وقعد فى الخلوة أربعين يوما أو أكثر؛ فمتهم من يباشر باطنه صفؤ اليقين، ويرفع الحجاب عن قليه، ويصير كما قال قائلهم: (لرأى قلبى ربى)) وقد يصل إلى هذا المقام تارة بإحياء الأوقات (1) وقى تسخة: الرياضة.
(2) وفى تسخة: ابقاتهم.
Bogga 43