============================================================
وقال بعضهم: هى للجمع، والحادى واحد منهم، لأن المحرك قول الحادى مع يركة الجمع فإن بركة الجمع فى إحداث الوجد، وإحداث لوجد لا تتقاصر عن قول القائل، فيكون الحادى واحذا منهم فى ذلك.
روى أن رسول الله قال يوم بدر: دمن وقف بمكان كذا فله كذا، ومن قتل كذا قله كذا، ومن أسر فله كذا" فتسارع الشبان، وأقام الشيوخ والوجوه عند الرايات، فلما فتح الله على المسلمين طلب الشبان أن يجعل ذلك لهم، فقال الشيوخ، كنا لكم ظهرا وردةا، فلا تذهيوا بالغنائم دوننا، فأنزل الله تعالى: ل(يسألونك عن الأنقال قل الأثفال لله والرسول(1) فقسم النبى بينهم بالسؤية.
وقيل: إذا كان القوال من القوم يجعل كواحد منهم، وإذا لم يكن من القوم فما كان له قيمة يؤثر به، وما كان من خرق الفقراء يقسم بينهم.
وقيل: إن كان القوال اجيرا فليس له منها شىء، وإذا كان متبرعا يؤثر بذلك.
وكل هذا إذا لم يكن هناك شيخ يحكم، فأما إذا كان هناك شيخ يهاب ويمتثل أمره قالشيخ يحكم فى ذلك بما يرى، فقد تختلف الأحوال في ذلك، وللشيخ اجتهاد، فيفعل ما يرى، فلا اعتراض لأحي عليه.
وان قداها بعض المحبين أو بعض الحاضرين فرضى القوال والقوم بما رضوا به وعاد كل واحه منهم إلى خرقته فلا بأس بذلك، وإذا أصر واحد على الإيثار بما خرج منه لنية له فى ذلك يؤثر بخرقته الحادى.
وأما تمزيق الخرقة المجروحة التى مزقها واجد صادق، عن غلبة، سلبت اختياره: كغلبة النفس، فمن يتعمد إمساكه فنيئهم فى تفرقتها وتمزيقها التبرك بالخرقة، لأن الوجد أثر من آثار فضل الحق، وتمزيق الخرقة أثر من آثار الوجد، فصارت الخرقة متاثره بأثر ربانى من حقها أن ثفدى بالتفوس وثترك على الرموس إكراما وإعزازا.
تضوع أرواح()) تجد من ثيايهم يوم القدوم لقرب العهد بالدار كان رسول الله يستقبل الغيث، ويتبرك به ويقول: (حديث عهد بربه)؛ فالخرقة الممزقة حديثة العهد، فحكم المجروحة أن تفرق على الحاضرين، وحكم ما يتبعها من: الخرق الصحاح أن يحكم فيها الشيخ إن خصص بشىء منها بعض الفقراء فله ذلك، وإن (1) الأنفال الآية: 1 (2) ضاع المسك وتضؤع، اى: تحرك فانتشرت راثحته.
عوارف المعارف ج2
Bogga 32